بعد أربعة أيام من مرور أحد أعنف الأعاصير التي شهدتها اليابسة، ما زالت هذه الكارثة التي دمرت المنازل واقتلعت الأشجار، خصوصاً في جزيرتي ليتي وسامار تحصد خراباً وضحايا، حيث توقع مدير العمليات في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة جون جينغ «الأسوأ»، كاشفاً أنه «كلما فتح العبور الى بعض المواقع نعثر على مزيد من الجثث».
وتحدثت الأمم المتحدة عن احتمال مقتل عشرة آلاف شخص فقط في تاكلوبان عاصمة إقليم ليتي، إحدى أكثر المدن تضرراً من الإعصار.
كذلك تضرر نحو عشرة ملايين شخص، أي 10 في المئة من التعداد السكاني في البلاد، بصورة أو بأخرى في الإعصار، بينهم 660 ألفاً فقدوا منازلهم.
أمام هذا الخراب والدمار، تواجه السلطات صعوبات في مواجهة الكارثة، عاجزة في الوقت الحاضر عن توفير المياه والغذاء والأدوية أو الملاجئ للعديد من الناجين اليائسين الذين بات بعضهم يسعى للهرب.
من جهته، أعلن الرئيس الفيليبيني بنينيو أكينو، أول من أمس، حالة كارثة وطنية تسمح للحكومة بضبط الأسعار وتسريع تحريك الأموال.
كما أطلقت الأمم المتحدة نداءً لجمع 301 مليون دولار لمساعدة الفيليبين، وقالت رئيسة العمليات الإنسانية للأمم المتحدة فاليري أموس: «أطلقنا خطة عمل تركز على الغذاء والصحة والملاجئ وإزالة الأنقاض وكذلك حماية الأكثر ضعفاً».
في غضون ذلك، أعلنت الولايات المتحدة التي سبق وأرسلت عشرات العناصر من البحرية، تعزيز مساعدتها. فأمرت وزارة الدفاع الأميركية حاملة الطائرات «جورج واشنطن» التي كانت في هونغ كونغ مع بحّارتها الخمسة الاف وأكثر من 80 طائرة وكذلك سفناً حربية أخرى بالتوجه إلى المناطق المنكوبة للمساعدة خصوصاً على نقل المؤن والعلاجات الطبية. أما الصين فقد أعلنت أنها ستضع جانباً خلافاتها الكبيرة مع الفيليبين لتقدم مساعدتها لضحايا الإعصار، حسبما أعلنت إحدى وسائل الإعلام الرسمية مشيرة إلى أن ذلك من مصلحة بكين. ويضرب الفيليبين كل سنة نحو عشرين إعصاراً أو عاصفة مدارية لكن عنف «هايان» عزز التساؤلات بشأن التغير المناخي.
وبعد أن ضرب الفيليبين الجمعة تراجعت قوة الإعصار الذي اجتاح أيضاً فيتنام حيث تم إجلاء أكثر من ثمانمئة ألف شخص، وكذلك الصين حيث قضى سبعة أشخاص على الأقل.
(الاخبار)