أعلنت الحكومات والمنظمات في العالم، ومن بينها الحكومة الأميركية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والفاتيكان، تخصيص وإرسال المساعدات إلى الفيليبين التي دمر وسطها في أعقاب مرور الإعصار هايان، فيما تم إجلاء 174 ألف منزل أي أكثر من 600 ألف شخص في فييتنام. البابا فرنسيس أعلن أمس عن «مساهمة أولى» بقيمة 150 ألف دولار للمتضررين بالإعصار. غير أن نقل المساعدات الأولية الطارئة التي وفّرتها مانيلا في نهاية الأسبوع بدا صعباً بسبب الفوضى السائدة في المنطقة.
وأرسل الجيش الأميركي المساعدات استجابةً من وزير الدفاع تشاك هاغل، لطلب مانيلا للمساعدة، بحسب البنتاغون، وتشمل سفن بحث وإنقاذ، وطائرات نقل أرسلت من القوات الأميركية المنتشرة في المحيط الهادئ.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما، قد أكد في بيان أول من أمس، أن «الولايات المتحدة بدأت تقدم مساعدة إنسانية كبرى ونحن مستعدون لزيادة المساعدات».
من جهتها، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، إن طائرة شحن محمّلة بستين طناً من المساعدات التي تشمل أدوية وخياماً ستصل إلى الفيليبين اليوم، على أن تتبعها شحنات من معدات تنقية المياه والنظافة. أما منظمة «أطباء بلا حدود» فقد ذكرت أنها أرسلت 200 طن من المساعدات التي تشتمل على أدوية وخيام ومعدات تنظيف.
وضرب إعصار هايان الشديد القوة الفيليبين يوم الجمعة الماضي متسبباً بأسوأ كارثة طبيعية تشهدها البلاد. وتقول السلطات الفيليبينية إن عدد القتلى قد يفوق الـ 10 آلاف، بحسب تقديرات مؤقتة.
وبعد الفيليبين، ضرب الإعصار أمس فييتنام، حسب ما أعلن علماء الأرصاد الجوية في المركز الأميركي للأعاصير.
وقال المركز في تقرير إن الإعصار وصل إلى اليابسة في فييتنام على بعد حوالى 160 كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي من العاصمة هانوي.
وقبل وصول الإعصار، تم إجلاء أكثر من 600 ألف شخص احتياطاً في فييتنام، حيث يستعد السكان في العاصمة لمواجهة أمطار غزيرة وفيضانات، فيما طلب من عشرات آلاف الأشخاص في المناطق الساحلية ترك منازلهم واللجوء إلى داخل البلاد.
وقال المسؤولون عن قسم مراقبة الفيضانات والعواصف في فييتنام «أجلينا أكثر من 174 ألف منزل أي أكثر من 600 ألف شخص»، معتبرين أن تغيير خط مسار الإعصار إلى الشمال، بعدما أعلن أن وجهته بالأساس نحو وسط البلاد، أرغم السلطات الأحد الماضي على إجلاء 52 ألف شخص إضافي.
في سياقٍ متصل، اجتمع أكثر من 190 بلداً أمس في وارسو لإعطاء دفع جديد لمكافحة التقلبات المناخية وإرساء أسس اتفاق العام 2015، خلال جولة جديدة من المفاوضات ستكون مفصلية بعد إعصار هايان.
وأعلنت المسؤولة عن المناخ في الأمم المتحدة، كريستيانا فيغيريس، أمام وفود العالم أجمع «نجتمع اليوم وعلى أكتافنا عبء وقائع عدة تدفعنا إلى التفكير، كالآثار المدمرة للإعصار هايان» الأعنف الذي يضرب الأرض.
ودعت فيغيريس الوفود المشاركة في مؤتمر وارسو إلى «توضيح عناصر الاتفاق الجديد الذي سيرسم الأجندات المناخية والاقتصادية والتنموية بعد 2020» وإلى إحراز تقدم في ملف المساعدة المالية لمساعدة دول الجنوب في مواجهة التقلبات المناخية.
وخلال جلسة افتتاح المؤتمر، قال الموفد الفيليبيني ناديريف سانو، بصوت ساده التأثر الشديد، إنه سيصوم خلال المؤتمر. ووضعت الأسرة الدولية هدفاً هو الحدّ من ظاهرة الاحتباس بدرجتين مئويتين مقارنة مع الحقبة ما قبل الصناعية.
وفي أيلول الماضي، ذكر خبراء المناخ ضمن مجموعة الخبراء الحكوميين حول تطور المناخ إن درجات الحرارة قد ترتفع خمس درجات مئوية إضافية بحلول نهاية القرن، وقد نشهد كوارث طبيعية، في حال عدم اتخاذ إجراءات عاجلة.
والرابط بين الأعاصير والتقلبات المناخية نقطة يتم مناقشتها بين علماء المناخ الذين يتوقعون كوارث أكبر ناجمة عن ارتفاع درجات حرارة المحيطات. يذكر أن دول الشمال كانت قد وعدت بمساعدة قيمتها 100 مليار دولار سنوياً بحلول 2020، لكن دول الجنوب لا ترى ترجمة لهذه الوعود الى واقع وتخشى من أن تكون مجرد وعود فارغة.
(أ ف ب)