بينما تواصل طهران طريق المفاوضات مع الغرب لحل أزمة ملفها النووي، تواجه تحديات في بعض مناطقها التي تحتضن أقليات قومية، كما هي حال الأكراد والبلوش. ففي وقت واحد تقريباً تعرضت القوى الأمنية الايرانية، نهاية الاسبوع، لهجمات في محافظتي سيستان وبلوشستان (جنوب شرق) وكردستان. وتبنّت حركة جيش العدل الاسلامية المتشددة الهجوم الذي استهدف الجمعة الماضي معبراً حدودياً في منطقة سراوان التابعة لمحافظة سيستان وبلوشستان (جنوب شرق إيران) وأدى إلى سقوط 14 قتيلاً، حسبما أفادت وكالة إيسنا الايرانية في طهران.
وجاء على موقع الحركة «تمكنا من تنفيذ عملية مظفّرة.. وتوجيه ضربة شديدة» الى النظام الايراني رداً على «جرائم الحرس الثوري في سوريا».
وقالت طهران إن المهاجمين قدموا من باكستان وعبروا الحدود بعد الهجوم. ودعا نائب وزير الداخلية علي عبدالله الحكومة الباكستانية الى «التحرك بجدية لمراقبة الحدود ومكافحة الإرهابيين».
وأعلن حرس الثورة في بيان أمس أن «تلك العمليات الإرهابية التي نفذت تحت قيادة ودعم أجهزة استخبارات قوى مهيمنة (في إشارة الى الولايات المتحدة) لن تنال من عزم الأمة الايرانية».
وبعد ساعات من الهجوم، أعلن القضاء الايراني إعدام 16 شخصاً في سجن زهدان (عاصمة محافظة بلوشستان).
في الوقت نفسه، أعلن قائد حراس الثورة في محافظة كردستان، الجنرال محمد حسن رجبي، أن ثلاثة متمردين قُتلوا وأوقف ثلاثة آخرون في اشتباك مع قوات الأمن في منطقة بانة الواقعة على الحدود مع كردستان العراق، موضحاً أن رجلاً ثالثاً أوقف أول من أمس. في غضون ذلك، أزالت سلطات طهران بعض اللافتات التي تحمل شعارات مناهضة للولايات المتحدة، في مؤشر على مساع إيرانية لتحسين العلاقات مع واشنطن، في الوقت الذي يجري فيه الجانبان مفاوضات بشأن برنامج إيران النووي.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) عن المتحدث باسم بلدية طهران، هادي إيازي، قوله، إن بعض اللافتات وُضِعت بالمخالفة للقانون وإن البلدية أزالتها.
وتصور إحدى هذة اللافتات مفاوضاً إيرانياً يجلس إلى طاولة المفاوضات مع مسؤول أميركي يرتدي سترة وسروالاً عسكرياً وحذاءً طويلاً وكتب تحتها «النزاهة الأميركية».
ونقلت وكالة «فارس» للأنباء عن مدير مؤسسة «أوج» الإعلامية، إحسان محمد حساني، التي أنتجت اللوحات المناهضة للولايات المتحدة أمس، أنه جرى نصب اللوحات بموجب تصريح من البلدية.
وأضاف أنه ليس لها علاقة بسياسات الرئيس الجديد حسن روحاني، وأنها صمّمت قبل توليه منصبه في آب. واعتبر تصاميم «النزاهة الأميركية» لا تنم عن معارضة للمفاوضات بين المسؤولين الإيرانيين وأميركا».
واحتج بعض المتشددين على تحرك البلدية، وانتقدت صحيفة «كيهان» المحافظة القرار في مقال قالت فيه «من الواضح أن اللافتات اكتفت بالتحذير من عدم نزاهة الولايات المتحدة. لذا، فإن من بذلوا الدم ومن تجرعوا مرارة العداء الأميركي لأكثر من 30 عاماً لا يجدون مبرراً لإزالتها».
في الملف النووي، أعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، علاء الدين بروجردي، أن موقع «فوردو» لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض هو أحد «الخطوط الحمر» لإيران.
وقال إن القوى الكبرى «يمكنها وضع شروط مثل إغلاق موقع «فوردو»، لكن بالتأكيد الموقع لن يُغلَق».
وأضاف بروجردي «أوجدنا الشروط التي لا تفكر الولايات المتحدة واسرائيل فيها بعد الآن بمهاجمة مواقعنا النووية. صواريخنا ردعية. لا أهداف عدوانية لدينا في المنطقة، لكن فوردو يشكل أحد خطوطنا الحمر».
وكان عضو رفيع المستوى في لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، أفاد الأسبوع الماضي، بأن بلاده أوقفت تخصيب اليورانيوم فوق مستوى خمسة في المئة اللازم لتشغيل محطات الطاقة نظراً إلى أنها تمتلك بالفعل جميع احتياجاتها من الوقود المخصب إلى مستوى 20 في المئة اللازم لتشغيل مفاعل للأبحاث الطبية في طهران.
غير أن دبلوماسيين معتمدين لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية قالوا إنهم ليس لديهم معلومات تؤكد توقف إيران عن تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 20 في المئة، وهي قضية حساسة لأنها تجعلها على بعد خطوة فنية صغيرة نسبياً من رفع مستوى التخصيب إلى 90 في المئة اللازم لتصنيع رأس نووي.
(أ ف ب، رويترز)