قرر كلٌّ من العراق وتركيا فتح صفحة جديدة في علاقاتهما الثنائية، بعد فترة من التوتر والقطيعة على خلفية عدة قضايا، أبرزها الموقف المتناقض من الأزمة السورية، حيث يسعى العراق إلى إيجاد حلٍّ سياسي لها، فيما تسلح تركيا المعارضة، رافضةً أي تسوية مع النظام السوري.
وأوضح وزير خارجية العراق، هوشيار زيباري، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التركي، أحمد داوود أوغلو، في أنقرة أمس قائلاً: «اتفقنا على القيام بخطوات جديدة من أجل تحسين العلاقات الثنائية وفتح آفاق جديدة».
وأضاف زيباري: «خلال العامين الماضيين دخلت علاقتنا، إلى حد ما، فترة فيها مشاكل، لكن حان الوقت لنا لأن نطوي هذه الصفحة ونفتح فصلاً جديداً. ورغم أنه ما زال لدينا بعض الخلافات، لكن ليس هناك أي مشاكل لا تحل».من جهته، قال داوود أوغلو إنه «يمكن أن تكون لدينا اختلافات، لكن يمكننا أيضاً أن نجلس ونناقش كيفية حل هذه الاختلافات عبر الحوار»، مؤكداً حرص بلاده على إقامة علاقات طيبة مع العراق.
وأوضح الوزير التركي، الذي يُتوقع أن يزور بغداد في النصف الأول من الشهر القادم في أول زيارة يقوم بها للعاصمة العراقية منذ آذار2011، أن الموقف في سوريا هيمن على محادثاته مع زيباري، وأنهما اتفقا على آلية رسمية لإجراء محادثات مكثفة بين الحكومتين. ورأى أن تركيا والعراق أكثر دولتين تأثرتا بالتطورات في سوريا.
وذكر بيان لوزارة الخارجية العراقية أمس أن «ما حدث في المنطقة من توترات ومشاكل وحروب وقتل وإرهاب يؤثر على البلدين، والأزمة في سوريا تؤثر على جميع دول الجوار، وكلما طالت دون حل، زادت المخاطر على أمننا القومي»، مشدداً على تواصل البلدين لوضع أنجع الحلول لهذه الازمة.
وأضاف البيان أن زيباري أكد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي أن الأزمة السورية تؤثر على المنطقة وعلى شعوبها، مشدداً على ضرورة إيجاد حل سريع للخروح منها.
والتقى زيباري أمس رئيس مجلس الامة (البرلمان) التركي جميل جيجيك. وذكر بيان لوزارة الخارجية العراقية أن جيجيك أكد حرص تركيا على سيادة العراق واستقراره ونجاح العملية السياسية، مشدداً على ضرورة تبادل الزيارات بين قادة البلدين لتطوير وتعزيز العلاقات الثنائية وتذليل كافة المصاعب التي تعتريها والتشاور في القضايا والاحداث التي تشهدها المنطقة.وأكد الجانبان، بحسب البيان، ضرورة تعاون دول المنطقة من أجل استتباب الأمن والاستقرار في جميع دول المنطقة وإيجاد حل سلمي للازمة السورية يلبي طموحات الشعب السوري في الحرية والعدالة.
وكان زيباري قد وصل أنقرة مساء أمس الأول تلبية لدعوة رسمية من نظيره التركي، حيث اجتمع بالرئيس عبد الله غول، وجرى التشديد في ختام اللقاء على «ضرورة تعاون دول المنطقة من اجل استتباب الأمن والاستقرار في جميع دول المنطقة وايجاد حل سلمي للازمة السورية يلبي طموحات الشعب السوري في الحرية والعدالة».
يذكر أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان كان قد أرسل دعوة إلى نظيره العراقي نوري المالكي لزيارة تركيا.
(الأخبار)
1 تعليق
التعليقات
-
الملح والكلب!رددت جدتي مرارا "وعد العُصملَّي متل الملح على ديل الكلب." لا أدر ما الداعي لوضع ملح على ذيل كلب أو أي مكان عليه، لكن الساسة الأتراك برعوا على مر القرون بحنث الوعود. وما كانت خيبة امل العرب الكبرى في "جمعية الإتحاد والترقي" الا واحدة من النوبات "العصمليِّة" في إغداق الوعود إبان إنزلاق الأمبراطورية "العصمليِّة" الى منسيات التاريخ. يتوقع السيد داوودأوغلو أن يلدغ العراق "من الجحر مرتين،" في محاولة يرمي من خلالها تأمين النفط من العراق، والوصول الى ترتيبات سياسية جديدة مع سورية بعد هزائم "العصملييِّن" المتتالية حتى بالتأثير على أساتذنهم في واشنطن. لم ينس العرب السوريون مذابح "جمال باشا السفاح،" إذ يعيدون ذكرى ضحاياهم عام 1916 كل سنة في السادس من أيار بعد قرابة قرن من الزمن، فكيف سينسوا مذابح أردوغان وداوودأوغلو وجملة السفاحين الجدد والدم العربي السوري الذي أراقته وتريقه مساعدتهم وتشجيعهم للمجموعات المسلحة لا يزال يزَّكي شمال سورية؟ كل هذا يزيد من تطلع السوريين بأمل وتفاؤل الى اليوم الي يزول فيه أثر "العصمليين" من جديد، ليعيدوا الصداقة التاريخية وصلة الرحم مع الشعب التركي الشقيق.