كشفت مصادر داخل جماعة الإخوان المسلمين في القاهرة ان لقاءً عقد في العاصمة القطرية الدوحة الأسبوع الماضي، جمع الأمين العام للجماعة، محمود حسين ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي، ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، خالد مشعل.
اللقاء، بحسب المصادر، كان للتنسيق مع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لتدشين حملة في العالم الاسلامي يقوم بها علماء تحت اشراف القرضاوي لشرح طبيعة الوضع السياسي داخل مصر و«ان ما حدث ليس سوى انقلاب عسكري وليس ثورة كما يروج مؤيدو الجيش»، وأيضا للرد على علماء وزارة الأوقاف المصرية الذين سافروا إلى عدد من الدول، من بينها ماليزيا، لاقناع المصريين في الخارج بأن ما حدث ثورة.
وأضافت المصادر أن اللقاء ناقش كذلك كيفية توفير «غطاء شرعي» للمتظاهرين في مصر، والدفع بأن ما يقومون به في الشوارع حاليا من فعاليات مناهضة للجيش «جهاد أكبر».
كما جرى بحث الرد على مفتي الجمهورية السابق علي جمعة الذي افتى في فيديو نشره موقع «رصد» الإخباري المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، بضرورة التخلص من أعضاء الجماعة.
وقال المصدر إن اللقاء تناول أيضاً كيفية تمويل أسر المعتقلين في مصر والشهداء وشباب الإخوان الذين فقدوا وظائفهم جراء موقفهم مما حدث في 30 يونيو. ولفتت المصادر إلى أن التنظيم حاليا في حاجة الى ملايين الدولارات شهريا لدعم هذه الاسر.
وكان جزء من اللقاء لمناقشة كيفية استغلال علاقات يوسف القرضاوي في الخليج لجمع أموال للجماعة وكذلك استغلال علاقاته في أوروبا ومخاطبة مراكز صناعة القرار هناك لتوضيح المشهد في مصر.
وتضمن اللقاء التأكيد على ضرورة هروب قيادات الجماعة الى الخارج إن استطاعت لذلك سبيلا، حتى لا يتم اعتقالها، ورشح الحاضرون لتلك القيادات السفر إلى تركيا أو قطر أو تونس لدعم القضية من الخارج، والتواصل مع راشد الغنوشي لعرض وجهة نظر الإخوان في المغرب العربي.
المصادر قالت إن الدكتور محمود حسين كان في مدينة جدة السعودية اثناء الاطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي وكلفته الجماعة بالبقاء في المملكة إلى حين وضوح المشهد داخل البلاد. ومع تفاقم الأزمة، انتقل حسين الى الإقامة في قطر من اجل سهولة التنسيق مع المكتب الإعلامي لجماعة الإخوان في لندن وتحريك خيوط التتظيم الدولي في الخارج.
ويقوم حسين حاليا بالإشراف على التنظيم الدولي في ظل معاناة نائب المرشد العام للاخوان المسلمين، جمعة أمين، الذي سافر ايضا الى لندن عقب الإطاحة بمرسي مباشرة ولكنه يعاني من أمراض الشيخوخة التي تمنعه من القيام بمهامه كنائب للمرشد.
وبالتوازي مع اللقاء الذي عقد في الدوحة، كان من المقرر أن يلتقي الدكتور محمد علي بشر، القيادي في جماعة الاخوان والذي ذكر اسمه أكثر من مرة خلال الفترة الماضية في جهود للوساطة للتصالح بين الجماعة والدولة، بقيادات الإخوان في الخليج الذين كانوا على تواصل مع حسين في قطر ولكن السلطات المصرية منعت بشر من السفر إلى دبي أواخر الشهر الفائت.
وقالت المصادر إن خالد مشعل حضر اللقاء وكان يبحث مع القرضاوي وحسين كيفية الخروج من الازمة التي تعاني منها غزة حاليا بعد الإطاحة بحكم الإخوان في مصر، وكيفية التعامل مع الجيش المصري، خاصة في ظل العمليات التي يقوم بها هذا الجيش في سيناء وعلى الحدود المصرية الفلسطينة وتدمير الأنفاق. وتضمن اللقاء حسب المصادر مناقشة جدوى توجيه حركة المقاومة الإسلامية «حماس» لضربة الى عمق اسرائيل ردا على ما يفعله الجيش المصري على الحدود المصرية ـــ الفلسطينية، خاصة مع رغبة الاخوان في الاسراع في توجيه الضربة، بينما كان رأي خالد مشعل تأجيل تنفيذها، واتفق معه في الرأي يوسف القرضاوي الذي طالب بتأجيل العملية وطالب حسين «بالتريث قليلا حتى ينكشف المشهد المصري بشكل اوضح».
وقالت المصادر إن القرضاوي يعد المرجعية الشرعية والفقهية لحركة «حماس»، ويرجعون له في كل القرارات المصيرية، لافتا إلى أن الحركة استجابت من قبل لرأي القرضاوي في رفضه قتل الجاسوس الإسرائيلي السابق لدى الحركة جلعاد شاليط وطالبهم بمبادلته بأسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال، وهو ما حدث بالفعل.