في خطوة فرنسية تصعيدية بعد نشر فضائح تجسس «وكالة الأمن القومي» الأميركية على الفرنسيين، قال رئيس الوزراء جان مارك إيرولت إن فرنسا تضغط لإدراج قضية تنصّت واشنطن على حلفائها الأوروبيين على جدول أعمال قمة الزعماء الأوروبيين في بروكسل اليوم. وأبلغ إيرولت البرلمان أمس أن «الرئيس فرانسوا هولاند طلب إضافة الموضوع إلى جدول أعمال القمة». وأضاف «ليس هذا طلباً فرنسياً فحسب، بل أيضاً طلب أوروبي... نحن في حاجة إلى حماية أنفسنا، ويجب أن نطالب بوضع هذه اللوائح الجديدة في مكانها المناسب». من جهتها أعلنت الحكومة الألمانية أمس أن لديها معلومات تؤكّد أن «هاتف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تعرّض للتنصت من قبل الأميركيين». وأشار المتدحّث باسم الحكومة الى أن ميركل هاتفت الرئيس الأميركي باراك أوباما وطالبته بتوضيحات «فورية وشاملة» حول الأمر.
رغم ذلك لم يتضح ما إذا كانت دول الاتحاد الأوروبي ستوافق على إجراء نقاش رسمي حول هذه القضية.
ولا يوجد اتفاق يذكر في الرأي بين دول الاتحاد الأوروبي على مواجهة الولايات المتحدة بخصوص القضية نظراً إلى أن معظم هذه الدول تتعاون عن كثب مع واشنطن في قضايا الاستخبارات وتبادل المعلومات الأمنية.
ومن المتوقع أن تركز القمة التي ستعقد يومي 24 و25 تشرين الأول على سبل تعزيز الاقتصاد الرقمي. ولم يرد في نسخة مسودة البيان الختامي أي ذكر لعمليات التجسس الأميركية أو رد فعل الأوروبيين عليها، علماً بأن المسودة وضعت قبل 3 أيام ولا يزال بالإمكان تعديلها.
ورداً على العاصفة التي أحدثتها فضائح التجسس في فرنسا، أعلن مدير المخابرات الأميركية أن المقالات التي نشرتها أخيراً صحيفة «لو موند» تحتوي على معلومات «غير دقيقة وخاطئة» حول نشاطات الاستخبارات الأميركية.
وقال جيمس كلابر إن «المعلومات التي تحدثت عن أن وكالة الأمن القومي الأميركية جمعت أكثر من 70 مليون تسجيل لمعطيات هاتفية لمواطنين فرنسيين هي خاطئة»، لكنه لم يوضح لماذا هي «خاطئة».
وأضاف كلابر الذي يترأس 16 وكالة استخبارات، من بينها «وكالة الأمن القومي» الأميركية «لن نتوسع في التفاصيل حول نشاطاتنا، ولكن قلنا بوضوح إن الولايات المتحدة تجمع عناصر استخباراتية من نفس النوع الذي تجمعه كل الدول».
وكرر كلابر أن «الولايات المتحدة تجمع معلومات من أجل حماية مواطنيها ومصالحهم ومن أجل حماية حلفائها خصوصاً من التهديدات الإرهابية أو من انتشار أسلحة الدمار الشامل». وختم قائلاً إن «الولايات المتحدة تعير أهمية كبيرة لصداقتها الطويلة مع فرنسا، وسوف نواصل التعاون في مجال الأمن والاستخبارات».
وكانت صحيفة «لو موند» قد كشفت قبل أيام أن «وكالة الأمن القومي» الأميركية سجلت 70,3 مليون مكالمة هاتفية لفرنسيين في الفترة بين العاشر من كانون الأول 2012 والثامن من كانون الثاني 2013.
كذلك فإن الصحيفة نشرت أول من أمس تفاصيل أخرى حول التنصت على السفارات الفرنسية وخصوصاً في بعثتها في الأمم المتحدة في نيويورك. وذكرت على وجه التحديد وثيقة تفيد بأن المعلومات المستقاة من فرنسا وغيرها من البعثات الدبلوماسية لعبت دوراً هاماً في التوصل الى تبنّي مجلس الأمن الدولي قراراً يشدد العقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي.
(الأخبار، رويترز)