في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات الإيرانية الغربية انفراجة لافتة، تواصل طهران العمل بنحو طبيعي في برنامجها النووي، إذ أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، أمس، تشغيل خطوط إنتاجية لمادة ثاني أوكسيد اليورانيوم (UO2)، ووصف مراحل وعمليات إنتاج هذه المادة المخصّبة بالجيدة.
يأتي هذا التصريح في حين يقوم وفد برلماني أوروبي بزيارة لطهران، حيث التقى رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام أكبر هاشمي رفسنجاني الذي حثّ الغرب على إثبات حسن نيّاته في التعاون مع بلاده.
ووصف رفسنجاني، خلال لقائه رئيس مجمع الاشتراكيين في البرلمان الأوروبي، هانس آسوبادا، الحظر المفروض على إيران بالظالم، وتساءل عمّا يريده الغرب من إيران من وراء هذه التصرفات.
وأوضح أن المساعدات التي قدّمها الغرب لنظام صدام حسين في العراق في مجال الأسلحة الكيميائية وامتناع إيران عن الرد بالمثل يُعدّ وثيقة تاريخية على الثقة التي صنعتها إيران لدى الرأي العام العالمي.
وأضاف رفسنجاني أن عدداً كبيراً من الشركات الغربية قد حوكمت بسبب التعاون مع صدام في جرائمه، وأن الوثيقة التاريخية حول هذا الموضوع تمثلت في كتاب «تجار الموت» الذي نُشِر في الغرب.
واعتبر رفسنجاني حسن النية شرطاً في المفاوضات السياسية، قائلاً «إنه يتوقع من الدول الأوروبية التأكيد على إجراء مفاوضات عقلانية بدلاً من الاستفادة من الأساليب غير العقلانية مثل الحظر والتهديدات».
واعتبر الرئيس الايراني الأسبق رسالة الشعب الايراني في الانتخابات الأخيرة أنها ذات معنى، مضيفاً أنه «ينبغي للغرب إثبات حُسن نيّاته في التعاون مع إيران».
من جهته، أكد آسوبادا المساعي التي يبذلها البرلمان الاوروبي لإلغاء الحظر المفروض على إيران، قائلاً «إن الخطوات الاولى قد أُنجِزت في المفاوضات الأخيرة بين إيران و5+1، ولو كان الأساس هو النيات الحسنة فإن مستقبلاً أفضل سيعمّ الأجواء السياسية السائدة في العالم».
من جهة ثانية، وخلال تفقده لمنشأة «يو سي أف» النووية في أصفهان (وسط إيران)، قال صالحي، وزير الخارجية الايراني السابق، إن خطوط إنتاج ثاني أوكسيد اليورانيوم (UO2) ستكتمل في غضون الأشهر المقبلة.
ووصف الصناعة النووية في البلاد بأنها «بلغت مرحلة ينبغي أن تدرج على جدول أعمالها التنمية في المجالات البحثية وإنتاج العلم والتقنية والرقي بالمستوى المعيشي للمواطنين».
من جهة ثانية، قال نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أثناء احتفال في طهران في حضور المسؤولة عن برنامج الامم المتحدة للتنمية هيلين كلارك، إنه «لاستمرار وجودها على الساحة السياسية والاقتصادية الدولية ينبغي على الامم المتحدة أن تجري إصلاحات».
وأوضح عراقجي الذي تتولى بلاده هذه السنة رئاسة حركة دول عدم الانحياز «أن هذه الاصلاحات يجب أن تترجم التغيير في النظام العالمي، وخاصة الدور المتعاظم للبلدان النامية وحق الدول في تقرير المصير والتصرف بمكتسبات علمية وتكنولوجية».
في غضون ذلك، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، إن مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان الإيراني) هو صاحب القرار بشأن انضمام إيران الى البروتوكول الإضافي لمعاهدة حظر الانتشار النووي، حيث سيتّخذ قراراً بالتناسب مع التقدم الناجز في العملية التفاوضية. وأضافت أفخم في مؤتمرها الصحافي الأسبوعي أن «الحكومة والمجلس يرتبطان بتعاون طيب للغاية بشأن البرنامج النووي، وأنه يجري إطلاع رئيس المجلس باستمرار على سير العملية التفاوضية».
(مهر، فارس، رويترز)