الحرس الثوري الإيراني يحقق بظروف وفاة واحد من ضباطه، تداولت بعض وسائل الإعلان أنه قائد وحدة الحرب الإلكترونية الذي ادعت أنه قضى في عملية اغتيال. وكان موقع «البرز» الإلكتروني الإيراني قد ذكر في وقت سابق هذا الأسبوع، أن مجتبى أحمدي وهو مسؤول في الحرس الثوري، عُثِر عليه مقتولاً بالرصاص قرب كرج (شمال غربي طهران).
وقال الموقع إن الضابط غادر منزله صباح الاثنين الماضي، وعثر عليه بعد بضع ساعات مصاباً بطلقة في القلب.
وذكرت صحيفة «ديلي تلغراف» ومقرها لندن أن أحمدي كان قائداً لقيادة الحرب الالكترونية في الوحدة، ونقلت عن قائد شرطة محلي قوله إنه حادث اغتيال.
وتوقعت الصحيفة أن تكون الوفاة حادث اغتيال على غرار خمسة علماء إيرانيين قُتلوا منذ عام 2007 . وأكد بيان للحرس الثوري، نقله موقع «سباه» الالكتروني، «التحقيق في حادث مروع»، من دون تحديد هوية أحمدي. لكن موقعاً إخبارياً محلياً نشر صوراً أول من أمس، لجنازته ومقتطفات من بيان الحرس.
سياسياً، أكد وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، غداة لقائه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مقر المنظمة الدولية، أن زيارة الوفد الإيراني لنيويورك كانت إيجابية، مضيفاً ان الخطوات التي اتخذت خلالها غيرت الأجواء الدولية لصالح ايران. الا أن نظيره الأميركي جون كيري، حاول طمأنة إسرائيل أمس بقوله إن الولايات المتحدة لن تحكم على إيران بناء على أقوالها بعدما وعدت بالانفتاح بخصوص برنامجها النووي.
وقال للصحافيين في طوكيو حيث يبحث تطوير اتفاقية أمنية عسكرية مع اليابان، «اطمئن (رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتنياهو وشعب اسرائيل الى ان لا شيء نقوم به سيكون مبنياً على الثقة فقط»، مضيفاً «سيكون مستنداً الى سلسلة خطوات تضمن لنا جميعاً بأننا متيقنون مما يحصل».
وأشاد كيري بالرئيس الايراني حسن روحاني، الذي أبدى «انفتاحاً». وقال ان هناك أصواتاً داخل الادارة الايرانية تريد سلوك «طرق مختلفة»، لكنه شدد على ان الرئيس الأميركي باراك أوباما، كان واضحاً بأنه يريد نتائج وليس مجرد أقوال.
بدوره، أكد رئيس مجلس الشورى الاسلامي (البرلمان) علي لاريجاني، أن عملية التخصيب في إيران ليست بحاجة الى موافقة أميركا والآخرين، معلناً دعم المجلس لمواقف الرئيس روحاني في الموضوع النووي.
واستبعد لاريجاني أن «يخرج الغربيون من سباتهم لأنهم مصممون على الاستمرار في غفوتهم». وقال: «هذه الايام نرى أن الانفجارات المتعددة في العراق وباكستان وسوريا تبين جانباً من خطر المتطرفين في المنطقة».
ولفت لاريجاني، الى أن البعض في الولايات المتحدة يحاولون تخريب الأجواء الجديدة، مشيراً الى ان «مندوبة أميركا لدى الامم المتحدة سوزان رايس، حاولت من خلال تصريحاتها الطائشة حول التخصيب اثارة نوع من الخلافات داخل ايران. كما ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري أدلى بتصريحات غير صحيحة حول موقع فوردو والبروتوكول الإضافي، حيث رد عليه بذكاء وزير الخارجية محمد جواد ظريف».
وشدد لاريجاني على أن «موضوع التخصيب ليس بحاجة الى موافقة أميركا والآخرين ويتطلب إصدار حكم، فالتخصيب موجود، ولفهمه ليست هناك حاجة الى بذل جهود كبيرة، وان تصريح اوباما في لقائه مع نتنياهو بأننا سندخل المفاوضات بعيون مفتوحة يبعث على الأمل، لأنهم اذا فتحوا أعينهم جيداً فسيرون التخصيب في ايران».
في هذا الأثناء، حذّر مساعد قائد الحرس الثوري الايراني للشؤون السياسية، العقيد رسول سنايي راد، من طبيعة العداء لدى الولايات المتحدة تجاه الجمهورية الاسلامية الايرانية، وأوصى المسؤولين الإيرانيين بتوخي الحذر في تعاملهم مع الأميركيين.
وقال سنايي راد، الذي تحدث أمام حشد من مسؤولي سلاح البحر في الجيش الايراني، إن انتهاج سياسة «المرونة البطولية» ينبغي ان لا يؤدي الى المساس بالأهداف الاستراتيجية للنظام الاسلامي. وأضاف «علينا ان نعرف فلسفة عداء أميركا مع الثورة الاسلامية الايرانية قبل ان نتعامل مع الاميركيين، كما ينبغي علينا ان ننتبه الى التناقض الجوهري السائد على القوى‌ الاستكبارية وعلى مبادئ الجمهورية الاسلامية عبر التحلي باليقظة والذكاء».
(رويترز، أ ف ب، مهر، فارس)