في أول تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية يصدر حول البرنامج النووي الايراني بعد تولّي حسن روحاني رئاسة الجمهورية الاسلامية، جاء فيه أن طهران واصلت تركيب أجهزة أحدث للطرد المركزي في موقعها في ناتنز (وسط البلاد) لتزيد بذلك قدرتها على تخصيب اليورانيوم، الذي يمثّل محور نزاعها مع الدول العظمى. وتزامن هذا التقرير مع تصريح للمرشد الأعلى علي خامنئي، اعتبر فيه الرئيس الايراني الجديد الرئیس المنشود والموثوق به وصاحب تاریخ ثوري لامع.وفي ما يتعلق بالوثيقة السرية التي أعدتها وكالة الطاقة في فيينا، فقد أشارت الى أن إيران باتت تمتلك 1008 أجهزة للطرد المركزي من نوع «اي ـ ار ـ 2ام» في موقع ناتنز لتخصيب اليورانيوم وتعتزم اختبارها قبل أن تغذيها باليورانيوم، وذلك في مقابل حوالى 700 قبل ثلاث سنوات. وأضاف أن إيران أتمّت العمل التمهيدي لتركيب نحو 2000 جهاز طرد مركزي آخر في خطوة يقول الخبراء إنها يمكن أن تعزز معدل التخصيب إلى ضعفين أو ثلاثة أضعاف.

وذكر التقرير أيضاً أن إيران بدأت بصنع وقود نووي لمفاعل أبحاث يعمل بالماء الثقيل في أراك، لكنها أرجأت تدشينه إلى ما بعد الموعد المقرر في الربع الأول من عام 2014.
لكن التقرير ذكر أن مخزونات إيران من اليورانيوم المخصب زادت قليلاً منذ تقرير الوكالة السابق في أيار، وأنه ظل أدنى من «الخط الأحمر» الذي تحدثت عنه إسرائيل والذي يمكن أن يستدعي عملاً عسكرياً. ومن شأن هذا أن يتيح متسعاً من الوقت لإجراء مزيد من المفاوضات مع القوى العالمية الست (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين وألمانيا) التي تمثلها وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون.
ويظهر التقرير أن إيران تواصل العمل في برنامجها النووي، في وقت يترقب فيه العالم الخارجي الأوضاع ليرى ما إذا كان روحاني سيتصرف لتخفيف التوتر مع الغرب.
وكان مبعوثون معتمدون لدى وكالة الطاقة قد حذّروا من تفسير أحدث تقرير للمفتشين بنحو مبالغ فيه، مشيرين إلى أنه يتحدث أساساً عن تطورات حدثت قبل تولّي روحاني الرئاسة في الثالث من آب خلفاً للرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد.
وكان الرئيس المنتهية ولايته للمنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، فريدون عباسي دواني، قدّر أخيراً بحوالى ألف عدد أجهزة الطرد المركزي هذه التي تستخدم لتخصيب اليورانيوم.
وفي وقت سابق من يوم أمس، أعلنت وكالة الطاقة استئناف محادثاتها مع إيران حول برنامج طهران النووي في 27 أيلول في مقر الوكالة في فيينا، حسبما أعلن المتحدث باسم الوكالة جيل تودور.
وانتهى آخر لقاء بين الوكالة وإيران في منتصف أيار الماضي بالفشل، وقد عقد قبل انتخاب الرئيس روحاني الذي يُعتبر معتدلاً. وقد اجتمع الطرفان عبثاً ست مرات منذ بداية 2012.
وتحاول الوكالة التفاوض حول اتفاق يتيح لها الوصول الى أكبر عدد ممكن من المواقع والأشخاص والوثائق كي تتمكن من توضيح كل النقاط المطروحة في تقريرها الشديد الانتقاد الصادر في تشرين الثاني2011.
في غضون ذلك، أعلن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي (البرلمان) علاء الدين بروجردي، أن التنازل الأحادي الجانب في القضية النووية أصبح ضمن أرشيف تاريخ المفاوضات، وأن هذا الأمر لا مكان له إطلاقاً في سياسة إيران.
وقال بروجردي، لوكالة أنباء «فارس»، إن التنازل الأحادي الجانب في موضوع العلاقات الدولية لا مفهوم له إطلاقاً، وإن أساس عمل العلاقات الدولية هو الاحترام المتبادل والمصالح المتبادلة.
من جهة ثانية، قال المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية، لدی استقباله للمرة الأولی أعضاء الحكومة الحادیة عشرة أمس، إن «وجود الرئیس روحاني بماضیه الثوري والنضالي اللامع وموقفه الجید والصحیح، خلال العقود الثلاثة الأخیرة، یُعدّ بلا شك من مواقع قوة الحكومة الجدیدة».
ودعا المسؤولین الی العمل من أجل مأسسة الالتزام بالقانون. وأشار إلی «جبهه أعداء الثورة»، معتبراً أنه «لا یمكن توقع الصداقة والحمیمیة من جبهة الخصم»، لافتاً في جانب آخر الى أن القضایا الاقتصادیة والتطور العلمي یمثّلان الأولویتین الرئیسیتین للبلاد ویجب إیلاء الاهتمام بهما من قبل السلطة التنفیذیة والسلطات الأخری.
وفي سياق التعيينات الرسمية في ظل الإدارة الايرانية الجديدة، أصدر الرئيس روحاني قراراً يقضي بتعيين ولي الله سيف محافظاً للبنك المركزي الإيراني.
بدوره، وافق مجلس الوزراء أمس على تعيين مساعد رئيس الجمهورية لشؤون الادارة التنموية والموارد البشرية، محمد باقر نوبخت، متحدثاً باسم الحكومة.
الى ذلك، أفادت دراسة نشرتها صحيفة «7 صبح» الايرانية أن أكثر من 40 في المئة من الإيرانيين يشاهدون قنوات فضائية باللغة الفارسية تبثّ من الخارج، على رغم حظر الأطباق اللاقطة للأفراد في البلاد.
وتعتبر نتائج الدراسة التي نشرها مركز البحوث للإذاعة والتلفزيون (رسمي) اعترافاً نادراً من قبل السلطات بشعبية القنوات الفضائية، حسبما ذكرت الصحيفة.
وأضافت الدراسة أن 42 في المئة من 75,2 مليون إيراني يمضون حوالى ثلاث ساعات يومياً أمام هذه القنوات التي تبث برامج تسلية وأخباراً من الولايات المتحدة أو بريطانيا، العدوّين التاريخيين للجمهورية الإسلامية.
وكان الرئيس الايراني الجديد روحاني انتقد خلال الحملة الانتخابية عمليات مصادرة الأطباق اللاقطة، مؤكداً أن ذلك «ينتهك حياة الناس الخاصة» ويمنع الإيرانيين من الاتصال بالعالم الخارجي.
(رويترز، أ ف ب، مهر، فارس)