بعد نحو أسبوعين من أدائه اليمين الدستورية، لا يزال الرئيس الإيراني حسن روحاني يدرس قرار تعيين شخص لقيادة المفاوضات النووية مع الغرب، في وقت تحدثت فيه طهران عن منجزات عسكرية للسلاح البحري تتضمن غواصات وطوربيدات وصواريخ. وفي موقف يمثل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، قال وزير الخارجية الأسبق، علي أكبر ولايتي، إنه مع وصول الرئيس روحاني الى سدة الرئاسة أصبحت الفرصة متاحة أمام القوى العالمية للتوصل الى تفاهمات مع إيران حول برنامجها النووي، منوهاً بأن طهران لن تعلّق نشاطاتها النووية مجدداً.
وأكد مستشار خامنئي للشؤون الدولية في مقابلة أجرتها معه وكالة «آسوشيتد برس»، أن انتخاب روحاني اختبار فعلي لنوايا الغرب، وأن على الدول الغربية استغلال هذه الفرصة.
وأشار ولايتي الى أن حل المواضيع العالقة يتطلب العقلانية، وأن «القرار النهائي في ما يتعلق بالبرنامج النووي يرجع الى المرشد الأعلى علي خامنئي، لا الى الرئيس حسن روحاني وحده».
وحول إمكان إجراء حوار مباشر مع الولايات المتحدة، استبعد ولايتي ذلك إذا ما استمرت في سلوكها العدائي تجاه إيران، مؤكداً أن على أميركا التنازل والابتعاد عن فكرة أنها دولة كبرى».
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس عراقجي، أمس، أن الرئيس روحاني لم يتخذ قراراً بعد بتعيين الشخص الذي سيقود المفاوضات حول الملف النووي مع القوى الكبرى. وأضاف في تصريحه الصحافي الأسبوعي «لا يهم أي شخصية من المجلس الأعلى للأمن القومي أو وزارة الخارجية ستكلف قيادة المفاوضات. هناك مبادئ لن تتغير. على سبيل المثال، الدفاع عن حقوق الجمهورية الإسلامية وإنجازات البرنامج النووي... لكن في الوقت الراهن، لم يتخذ الرئيس قراراً».
لكن عراقجي أشار الى أن المجلس الأعلى للأمن القومي «مُكلّف باتخاذ القرارات المتعلقة بالمسائل الكبرى في البلاد. والأمر ينطبق على المفاوضات النووية... ويمكن أن يقرر روحاني تعيين شخص آخر لقيادة المفاوضات، فهما أمران مختلفان».
وتحدثت الصحافة الإيرانية عن احتمال أن يقود وزير الخارجية الجديد، محمد جواد ظريف، المفاوضات النووية. لكن مستوى الوفود الممثلة للقوى الكبرى من مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا) والتي يتولاها مديرو الخارجية أو نواب وزراء يمكن أن يطرح مشكلة.
من جهة ثانية، أعلن نائب قائد القوة البحرية للجيش الإيراني، الأميرال غلام رضا خادم بيغم، أن الصناعات البحرية العسكرية تعمل حالياً على تطوير صواريخ وطوربيدات الغواصات المتوسطة وتصنيع غواصات ثقيلة في القريب العاجل.
وتحدث بالتفصيل، في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء «فارس» الإيرانية، عن بعض «منجزات الصناعات البحرية العسكرية والخطط والبرامج المستقبلية الطموحة»، ومنها تصنيع غواصات متوسطة أكثر تطوراً من السابق وتصنيع غواصات ثقيلة وصواريخ وطوربيدات ذكية متطورة.
وأشار الى أنه يتم حالياً صنع فرقاطات قاذفة للصواريخ، منها «بيكان» و«جوشن»، مضيفاً إنه سيُعلن عنها قريباً.
كذلك أكد بيغم أن القوة البحرية تمتلك الآن طائرات من دون طيار ذات أبعاد ومديات مناسبة لغرض الاستطلاع والقيام بعمليات الدورية، ولفت الى امتلاك القوة البحرية طائرات قتالية من دون طيار. وأضاف، «إننا لا نرى سبباً يدعونا إلى الوجود بالقرب من المياه الأميركية أو الدول البعيدة الأخرى إلا إذا كان ذلك جزءاً من سياسات القوات المسلحة، وهي ليست كذلك في الوقت الحاضر. وعلى أي حال، لنا القدرة على إنجاز ذلك وقد أثبتناه بالفعل من خلال العبور من مضيق مالاغا والوجود في المحيط الهادئ».
(فارس، مهر، أ ف ب)