اتفق الرئيس الأميركي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل خلال اتصال هاتفي، على عقد محادثات على مستوى عال في الأيام المقبلة حول أنشطة مراقبة أميركية ومسائل أمنية، في حين دان البرلمان الاوروبي «بشدة» أمس «تجسس» واشنطن على ممثليات تابعة للاتحاد الأوروبي، والتي كشفها المستشار السابق للاستخبارات الأميركية إدوارد سنودن الملاحق من السلطات الأميركية. وقال متحدث باسم البيت الأبيض إن «الرئيس أكد للمستشارة أن الولايات المتحدة تأخذ بمحمل الجدية مخاوف حلفائنا وشركائنا الأوروبيين»، مشيراً إلى أن مسؤولين أميركيين ومن الاتحاد الأوروبي سيناقشون قضايا تتعلق بالمخابرات والخصوصية بحلول 8 تموز. وفي بروكسل، ناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع أمس إمكانية صدور موقف مشترك ازاء المعلومات عن قيام الولايات المتحدة بالتجسس على هيئات دبلوماسية أوروبية، غداة خلاف بين برلين وباريس حول طريقة التعاطي مع محادثات اتفاق التبادل الحر، اذ حاولت فرنسا الدفع باتجاه ارجاء المفاوضات بينما فضلت المانيا ان تنطلق في الموعد المحدد لها الاسبوع المقبل.
من جهة أخرى، دان البرلمان الأوروبي «بشدة» أمس عمليات «التجسس» هذه، مطالباً واشنطن بتوضيح حول هذه الممارسات. وفي قرار تم تبنيه بتأييد 483 نائباً ومعارضة 93، أدان البرلمان «بشدة التجسس على ممثليات تابعة للاتحاد الأوروبي». وحذر النواب الأوروبيون من أنه في حال تأكدت هذه المعلومات فإنها «ستؤثر على العلاقات عبر الأطلسي».
وفشل اليسار واليسار المتطرف في تبني تعديلات تطالب بـ«تأجيل أو تعليق أو تجميد» المفاوضات التجارية عبر الأطلسي التي تبدأ الاثنين المقبل.
بدوره، أعلن الأمين العام للحلف الأطلسي انديرس فوغ راسموسن، أن قضية تجسس الولايات المتحدة على مؤسسات أوروبية لا تمثل «مشكلة للحلف الاطلسي» وان «الأمن» المعلوماتي للحلف ليس مهدداً.
واعلن راسموسن أنه «لا يملك اي معلومة حول وجود لوكالة الامن القومي الاميركية داخل ممثلية الولايات المتحدة» في مقر الحلف الاطلسي. في موازاة ذلك، نددت روسيا أمس بمنع فرنسا واسبانيا والبرتغال طائرة الرئيس البوليفي ايفو موراليس، التي كانت آتية من موسكو، من عبور مجالها الجوي مما اضطرها للتوقف في فيينا وذلك للاشتباه بأن سنودن على متنها.
ومن ناحيته، شدد موراليس على أن ما حصل معه هو «استفزاز صريح للقارة لا للرئيس فقط». وأضاف عقب وصوله إلى الوطن حيث حظي باستقبال الابطال، أن «امبريالية اميركا الشمالية تستغل شعبها لتخويفنا وترويعنا. أود أن اقول إنهم لن يخيفونا أبداً لأننا شعب ذو كرامة وسيادة».
وفي سياق متصل، عقدت مجموعة من دول اميركا اللاتينية قمة طارئة، أمس، لمناقشة «الاختطاف الفعلي» للرئيس البوليفي.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)