آخر صيحات ترامب: يجب منع المسلمين من دخول أميركا

  • 0
  • ض
  • ض

لا يدع دونالد ترامب مناسبة إلا ويستغلها ليعبّر عن أفكاره المثيرة للجدل، معقباً عليها بتصريحات نارية، عادة ما يتلقفها الإعلام الأميركي في سياق الشجب والإدانة والاستنكار، خصوصاً خلال الفترة الأخيرة التي حفلت بتطورات داخلية أميركية أحدثها هجوم كاليفورنيا، الذي اشتبه بأن عناصر من "داعش" وراءه، وما سبقها من اعتداءات في باريس، التي فتحت الباب أمام استعار الهجوم على اللاجئين. دونالد ترامب، الذي يعتبر من أبرز المتنافسين للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016، أحدث هذه المرة بلبلة على المستوى السياسي الأميركي والدولي، لا الإعلامي فقط، وذلك بعد دعوته إلى منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، وإن لاقى الأمر تصفيقاً من أنصاره. وكما في كل مرة يخرج فيها بتصريح ناري، فقد ندد اليمين واليسار في الولايات المتحدة بهذه الدعوة، بينما قوبلت بإدانة من رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الذي اعتبر في تغريدة على موقع "تويتر"، أن "السيد ترامب، مثل آخرين، ينمّي الكراهية والخلط (بين الأمور)"، فيما صرح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بأنه "يعارض تماماً" مقترح ترامب، الذي اعتبر أنه "ببساطة سيئ وغير مجد ومن شأنه أن يزرع الشقاق". واستنكرت دار الإفتاء المصرية بشدة تصريحات دونالد ترامب، واصفة إياها بـ"المتطرفة والعنصرية".

برّر ترامب موقفه بأن الكثير من المسلمين يؤيدون الجهاد العنيف ضد الأميركيين
وجاءت تصريحات ترامب رداً على الرئيس باراك أوباما، الذي حضّ الأميركيين في خطابه، الأحد، على تفادي الخلط بين مجموعة "داعش" والإسلام. وقال ترامب، في بيان، إنه يريد غلق الحدود الأميركية أمام المسلمين، "حتى نصبح قادرين على تحديد هذه المشكلة وفهمها". إلا أنه أوضح بعد ساعات من ذلك، وسط تهليل أنصاره في كارولاينا الجنوبية، أنه "لدي أصدقاء مسلمون وهم أناس جيدون جداً، لكنهم يعرفون أن هناك مشكلة ولم يعد بإمكاننا التساهل إزاء ذلك". وبرّر الملياردير الأميركي موقفه بالقول إن الكثير من المسلمين يؤيدون الجهاد العنيف ضد الأميركيين، أو يفضلون العيش وفق تعاليم الشريعة الإسلامية وليس الدستور الأميركي. وانهمرت الإدانات السياسية في الولايات المتحدة لتصريحات المرشح الجمهوري، بما في ذلك داخل المعسكر الجمهوري من ماركو روبيو إلى كريس كريستي. حتى أن جيب بوش، الذي دعا إثر اعتداءات باريس إلى استبعاد اللاجئين السوريين فقط، وصف ترامب بأنه "مختل". كذلك، أدان البيت الأبيض تصريحات ترامب، ووصفتها هيلاري كلينتون ــ أبرز مرشحي الحزب الديموقراطي ــ بأنها "تستحق التنديد وتثير الانقسام وتنطوي على أحكام مسبقة". وعلى المستوى الإعلامي، حتى بالقياس إلى تصريحات ترامب النارية السابقة، فقد بدا مقترح ترامب استثنائياً هذه المرة. وفي هذا المجال، رأت مجلة "ذي نيو ريبابلك" أنه "أكد فاشيته المخيفة"، متسائلة: "ماذا بعد الآن؟". أما جون كاسيدي، فقد اعتبر في مجلة "نيو يوركر" أن ترامب هو "مارين لو بن أميركا"، في إشارة إلى زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا، بينما عنونت صحيفة "ذي واشنطن بوست" نقلاً عن خبراء أن "فكرة ترامب منع دخول المسلمين، سخيفة وغير دستورية". من جهته، أشار موقع "ديلي بيست" في أحد تقاريره إلى أن "ترامب يحب فقط المسملين الأغنياء". وقال كاتب التقرير ديان عبيدالله إن هؤلاء يوجدون غالباً في الخليج، ولديهم الكثير من المال. وقال: "إذا ما أظهر أحد المسلمين المال لترامب، فإن كل مخاوفه تجاه المسلمين ستخرج من نافذة طائرته الخاصة". وأعطى الكاتب مثالاً إلى ما ذهب إليه، وهو أن ترامب "يحب حسين سجواني مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة داماك للعقارات الفاخرة". ولفت إلى أن المرشح الجمهوري كان "قد وصف سجواني بالصديق الجيد والرجل العظيم، إضافة إلى غيرها من الألقاب"، موضحاً أنه "في أيار 2014 توجه إلى دبي لقضاء الوقت مع صديقه المسلم، بينما كانا يعلنان تنفيذ مشروع عقاري ضخم، خططت لإقامته في الإمارات".

0 تعليق

التعليقات