فيما كان وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي يختلفون في مسألة المفاوضات مع تركيا لانضمامها الى المنظومة الاوروبية، رأى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أمس، أن شرطة بلاده نفذت «ملحمة بطولية» ضد المتظاهرين احتجاجاً على تحويل حديقة غازي في اسطنبول الى مركز تجاري وثكنة عسكرية على الطراز العثماني. وقال أردوغان في حفل لتوزيع الشهادات في مدرسة الشرطة في أنقرة، إن «الشرطة التركية كتبت ملحمة بطولية. قوات شرطتنا اجتازت بنجاح امتحان ديموقراطية».
وانتقد رئيس الوزراء التركي مجدداً، عدداً من دول الاتحاد الأوروبي التي نددت بقمع الشرطة في تركيا، ولا سيما المانيا، قائلاً «إن شرطتنا ضحية لإطلاق النار وترد بالغاز المسيل للدموع وخراطيم الماء. اذا راجعوا تشريعات الاتحاد الاوروبي فسيجدون انه من أكثر الحقوق الطبيعية الممنوحة للشرطة التي تحركت بأكبر قدر من ضبط النفس والهدوء».
وفيما يستقبل رئيس الوزراء التركي اليوم في انقرة الأمين العام لمجلس أوروبا، ثوربيورن ياغلاند، الذي دعا تركيا الى ضبط النفس تجاه المتظاهرين، من الممكن ان تحول اعتراضات المانيا والنمسا وهولندا ودول أخرى دون عقد الاتحاد الأوروبي المحادثات المقررة غداً الأربعاء، حول عضوية تركيا، وقد يؤجلها، حسبما ذكر دبلوماسيون أوروبيون أمس.
وكان الاتحاد يعتزم بث روح جديدة في طموحات تركيا الخاصة بالانضمام للاتحاد من خلال هذا الاجتماع غداً، بفتح فصل جديد او مجال جديد من مجالات السياسات في محادثاتها لنيل عضوية التكتل الاوروبي.
وشككت ميركل باستمرار في جدوى مفاوضات انضمام تركيا الى الاتحاد. الا انها بدت اكثر ليونة مطلع السنة عند فتح فصل جديد من المفاوضات.
لكن دبلوماسيين اوروبيين قالوا ان المانيا وهولندا باتتا تعارضان فتح هذا الفصل من المفاوضات.
بدوره، تخلى الاتحاد المسيحي الديموقراطي وحليفه البافاري الاتحاد الاجتماعي المسيحي (التيار الاقوى في المانيا) عن استخدام عبارة «الشراكة المميزة» بين تركيا والاتحاد الاوروبي لأن انقرة تعارض هذه الصيغة.
وقالت زعيمة الاتحاد المسيحي الديموقراطي المستشارة ميركل في مؤتمر صحافي في برلين أول من أمس: «تخلينا عن هذه العبارة لأنه لا يمكننا الإبقاء على شيء نعتبره نحن جيداً ولا يراه الطرف الآخر بهذا الشكل».
أما زعيم الاتحاد الاجتماعي المسيحي، فأكد أنه في الاساس «لم يطرأ أي تغيير»، موضحاً أن البرنامج يتحدث عن «تعميق الشراكة وتحسينها».
وينص البرنامج الانتخابي للمحافظين للانتخابات التشريعية التي ستجرى في 22 ايلول المقبل على انه «نريد تعاوناً قوياً الى أقصى حد ممكن بين الاتحاد الاوروبي وتركيا وتعاوناً استراتيجياً وثيقاً في قضايا السياسة الخارجية والأمن». من ناحيته، أبدى وزير الخارجية النمسويّ مايكل سبيندليغر، دعماً قوياً لموقف المانيا عندما وصل الى اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في لوكسمبورغ أمس.
وقال: «نحن ننتظر إشارات من أنقرة على انهم سيعطون بالفعل الشعب التركي حقوقه. عليهم ان يفكروا في تصرفات شرطتهم. يجب ان يكون هناك بعض التحرك من جانب تركيا قبل ان نبدأ المفاوضات بشأن فصل جديد».
(أ ف ب، رويترز)