أكد مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج، أمس، أن المستشار السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) إدوارد سنودن المتهم بالتجسس من جانب واشنطن التي تطالب بترحيله، «بصحة جيدة وبأمان»، مشيراً إلى أنه غادر هونغ كونغ الأحد مع «أوراق لجوء» من الإكوادور وأوضح أسانج، في مؤتمر صحافي عبر الهاتف من السفارة الإكوادورية في لندن، أن «سنودن وسارة هاريسون (صحافية بريطانية ترافقه وتعمل مع الفريق القانوني لأسانج) هما بصحة جيدة وبأمان، مضيفاً «لا أستطيع إعطاء معلومات إضافية عن مكان وجودهما». وكرر «إننا نعلم بمكان وجود سنودن، هو في مكان آمن ومعنوياته مرتفعة». لكن «بسبب التهديدات الحربية الصادرة عن الإدارة الأميركية، لا نستطيع إعطاء مزيد من التفاصيل حتى اللحظة. لسوء الحظ، لا نستطيع كشف في أي بلد هو موجود». وأشار أسانج إلى أن «سنودن حصل لمغادرة هونغ كونغ (الأحد) على أوراق لجوء ممنوحة من الحكومة الإكوادورية»، موضحاً أن عملية منحه اللجوء تشتمل على «مراحل عدة».
وتابع أسانج: صباح اليوم، وصف وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، العميل السابق في السي آي إيه إدوارد سنودن بأنه خائن. «هو ليس بخائن، ليس جاسوساً، هو شخص يكشف أسراراً وقال للعموم حقيقة مهمة».
كذلك لفت المتحدث باسم ويكيليكس كريستن هرافنسون الى أن سنودن قدم طلبات لجوء الى أكثر من دولة، بينها الإكوادور وآيسلندا.
وقال هرافنسون إن دور «ويكيليكس» هو «إقامة رابط بين الفرق القانونية (لأسانج وسنودن) ومساعدته في عملية طلب اللجوء».
وكشف موقع «ويكيليكس» أنه «دفع قيمة تنقلات» سنودن، موضحاً أن «الوثائق» التي كشفها سنودن بشأن المراقبة الإلكترونية الممارسة من جانب الولايات المتحدة وبريطانيا «موجودة في مكان آمن لدى مؤسسات صحافية مناسبة».
وكانت وكالة «أنتر فاكس» الروسية قد نقلت عن مصادر مطلعة، أن موسكو تدرس طلب ترحيل سنودن المقدم من جانب الولايات المتحدة.
وكان وزير الخارجية الإكوادوري، ريكاردو باتينو، قد أعلن أن بلاده «تدرس» باهتمام الطلب الذي تقدم به سنودن، معتبراً أنه ملف يتعلق «بحرية التعبير».
وقال باتينو للصحافيين في هانوي، حيث يقوم بزيارة رسمية «نحلل الملف بحسّ كبير من المسؤولية». وأضاف «إنه مرتبط بحرية التعبير وسلامة المواطنين في العالم».
ورداً على سؤال عن احتمال أن تؤثر الموافقة على منحه اللجوء على العلاقات مع واشنطن، قال باتينو «نعمل دائماً على أساس مبادئ ولا على أساس مصالحنا الخاصة». وأضاف «هناك حكومات تعمل لمصالحها الخاصة أكثر، لكننا لسنا كذلك ونولي أهمية كبرى لحقوق الإنسان»
وكان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، قد هدد الصين وروسيا بعواقب على العلاقات معهما، معتبراً أن «من المخيب جداً» أن يسافر سنودن إلى موسكو عبر هونغ كونغ.
وأكد كيري أن سنودن «خان بلاده». ورداً على سؤال حول دور الصين في سفر سنودن من هونغ كونغ «إذا حصل على ترخيص مقصود كي يستقل طائرة فذلك سيكون مخيباً للآمال».
من جهة أخرى، اعتبر كيري أن سنودن «يضع نفسه بالطبع فوق القانون بعدما خان بلاده نظراً إلى انتهاك قسمه، وأعتقد أنه سيكون هناك تبعات خطرة لذلك».
بدورها، أكدت ناطقة باسم مجلس الأمن القومي، كيتلين هايدن، أنه بالنظر إلى التعاون المشترك بين واشنطن وموسكو، فإن «واشنطن تنتظر من الحكومة الروسية دراسة كل الخيارات المطروحة لإبعاد سنودن إلى الولايات المتحدة ليواجه القضاء للجرائم المتهم بها».
وأضافت هايدن إنها تشعر بخيبة أمل لأن هونغ كونغ سمحت لسنودن بالرحيل «على الرغم من الطلب القانوني الصالح الذي تقدمت به الولايات المتحدة لتوقيفه من أجل تسليمه بموجب الاتفاق بين الولايات المتحدة وهونغ كونغ حول الاسترداد».
من جهته، شدد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الروسي، أليكسي بوشكوف، على أنه يجب ألا تتوقع واشنطن أن تطرد موسكو إدوارد سنودن.
وقال بوشكوف «العلاقات تمر بمرحلة معقدة الى حد ما، وعندما تكون العلاقات في مثل هذه المرحلة حيث يتخذ بلد إجراءً عدائياً ضد بلد آخر لماذا تتوقع الولايات المتحدة ضبط النفس والتفاهم من جانب روسيا؟»
(أ ف ب)