فيما لوحظ انقلاب الاحتجاجات الشعبية الصاخبة في اسطنبول لتصبح وقوفاً صامتاً أو قراءة، شهدت العاصمة أنقرة ومدينة أسكيشهر (وسط) مواجهات مع الشرطة في استمرار لتحركات المعارضة ضد سياسة الحكومة ذات الجذور الإسلامية بعد قرار الحكومة تحويل حديقة غازي الى مركز تجاري في المدينة الرابطة بين قارتي أوروبا وآسيا. وبينما تواصل الشرطة فرض إجراءات أمنية مشددة قرب متنزه غازي وساحة تقسيم المجاورة في اسطنبول، المدينة الواقعة على بحر إيجة والبوسفور، تراجع التوتر بصورة كبيرة واقتصر الأمر على الوقوف بصمت والاحتجاج بقراءة الكتب.
وقالت محتجة تدعى ايدا يلكينجي «ننظم احتجاجاً بالقراءة هنا. صديقتي تقرأ كتاباً هنا منذ 28 ساعة».
واستلهم البعض أسلوب أستاذ الرقص التركي ايردم غوندوز، في الاحتجاج بوقفة صامتة لثماني ساعات في ساحة تقسيم، ما أكسبه لقب «الرجل الواقف».
ومست صور غوندوز، وهو واقف بصمت في الساحة الكبيرة المفتوحة، وتراً لدى المتعاطفين الذين اعتادوا رؤية شبان يلقون الحجارة على الشرطة التي تطلق عليهم قنابل الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه.
وقالت مقيمة في اسطنبول تدعى سيفجي كاراتاس، بينما كانت تمر بالساحة «عمري 50 عاماً. ولم أكن أتوقع حقاً هذا النوع من الاحتجاج من الشبان. هذه انتفاضة ضخمة وستستمر».
وبعد الاشتباكات العنيفة بين الشرطة والمتظاهرين، شهدت ساحة تقسيم احتجاجات صامتة على مدى اليومين الماضيين.
ويوم أمس، عاد السياح والمتنزهون بأعداد كبرى الى تقسيم التي كانت صلب حركة الاحتجاج ضد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان. ولا تزال تحت مراقبة الشرطة التي خففت من انتشارها منذ أن سيطرت عليها قبل أسبوع.
وسجلت حوادث أول من أمس في أنقرة وأسكيشهر، حيث تدخلت الشرطة لتفريق بعض المتظاهرين، مستخدمة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، حسبما أفادت وسائل الإعلام التركية.
وفي خطابه الأسبوعي أمام نواب حزبه، قال أردوغان أول من أمس، «إن ديموقراطيتنا تعرضت مجدداً لاختبار، وخرجت منه منتصرة»، مضيفاً «إن الشعب وحكومة حزب العدالة والتنمية أحبطا هذه المؤامرة التي حاكها خونة وشركاؤهم في الخارج».
(رويترز، أ ف ب)