ألقت الشرطة البريطانية القبض على رجلين إثر هجمات منفصلة على مساجد بعد ساعات من مقتل جندي بريطاني في هجوم جنوب شرق لندن، إذ أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، إثر اجتماع أزمة، أن الأمر ليس مجرد «هجوم على بريطانيا»، بل أيضاً «خيانة للإسلام». وأفادت تقارير بثتها قناة «بي بي سي» عن احتجاز رجل في الثالثة والأربعين أول من أمس يشتبه في محاولته إشعال حريق بعد اتجاهه إلى مسجد حاملاً سكيناً في مدينة برينتري في مقاطعة إسيكس. كذلك اعتُقِل رجل آخر في مدينة جيلينغهام للاشتباه في ضلوعه في عمل إجرامي تدميري عندما تجمّع نحو 250 من أنصار رابطة الدفاع الإنكليزية المناهضة للمسلمين في وولتش واشتبكوا مع الشرطة.
وجاءت هذه الأعمال كردود فعل على ما قام به شابان من أصل نيجيري أول من أمس بقتل جندي بريطاني في وسط الشارع في جنوب شرق لندن بطعنات سكين وضربات ساطور وتركاه ميتاً في وسط الشارع، في حين بقيا بعد ذلك في مكان جريمتهما ودعوا المارة الى تصوير المشهد بكاميراتهم أو بالفيديو.
وفي تصريح إلى الصحافة من مقر الحكومة البريطانية، قال رئيس الوزراء «لم يكن الأمر مجرد هجوم على بريطانيا وأسلوب حياة البريطانيين. إنه أيضاً خيانة للإسلام وللمجتمعات المسلمة التي تقدّم إسهامات كبيرة لبلادنا. ليس في الإسلام ما يبرّر مثل هذا العمل الفظيع»، مضيفاً «لن نرضخ أبداً أمام الترهيب أو الإرهاب بكل أشكاله». وذكّر بأن الإرهاب «أودى بحياة مسلمين أكثر من (المنتمين الى) أي ديانة أخرى».
وقال كاميرون «ليس هناك على الاطلاق أي تبرير لهذه الأعمال التي تقع مسؤوليتها فقط على الاشخاص المقيتين الذين قاموا بهذا العمل الفظيع»، داعياً في الوقت نفسه الى عقد اجتماع طارئ للأمن القومي بمشاركة قادة استخبارات وقادة أمنيين وسياسيين يتولون المسؤولية في أوقات الطوارئ.
ولدى وصوله الى الاجتماع الأمني، قال رئيس بلدية لندن بوريس جونسون «من الخطأ تماماً إلقاء اللوم في هذا القتل على الدين الإسلامي، لكن من الخطأ أيضاً الربط بين هذا القتل والسياسة الخارجية البريطانية أو عمل القوات البريطانية التي تخاطر بحياتها في الخارج في سبيل الحرية».
بدوره، حذر وزير الداخلية البريطاني السابق اللورد ريد من «التلاعب بأجندة» منفذي الهجوم، حسبما نقلت عنه «بي بي سي». وأوضح أن «الحد الفاصل ليس بين الإسلام وغير الإسلام، بل بين الإرهابيين وكل من سواهم».
وأدانت منظمات إسلامية في بريطانيا الحادث، مؤكدة أنه «أبعد ما يكون عن تعاليم الدين الإسلامي».
(أ ف ب، رويترز، الأخبار)