أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن روسيا ستعمل كل ما بوسعها من اجل أن لا يتمكن احد من اشعال الحرب. وأضاف، في خطابه الذي ألقاه في الساحة الحمراء بموسكو أمس امام الاستعراض العسكري المقام بمناسبة الذكرى 68 للنصر على النازية، «سنعمل كل ما بوسعنا، لكي لا يتمكن أحد من اشعال نيران الحرب. سنعمل كل شيء من اجل تعزيز الامن على الارض».
وهنأ بوتين، في كلمة مقتضبة، الجميع بمناسبة الذكرى الـ 68 للنصر في الحرب الوطنية العظمى. وقال موجهاً كلامه إلى المحاربين القدامى، إن مأثرتهم لن تنسى وستلقى التمجيد إلى الابد، وأضاف «سنذود في كل مكان عن قول الحقيقة حول الحرب». وحسب قوله «إن الانتصار في شهر ايار، هو ناقوس يؤكد الحياة من دون حرب، أنه علامة مقدسة للولاء للوطن، الذي يكمن في روح كل فرد منا». وذكر بوتين بأن اجدادنا كانوا «ينتصرون دائماً»، مضيفاً أن «هذه التقاليد خير مثال للاجيال الشابة، التي برهنت أيضاً على ذلك مراراً، في اثناء دفاعها عن سيادة ومصالح الوطن». وقال بوتين «سنتذكر على الدوام أن روسيا، والاتحاد السوفياتي، هما تحديداً اللذان احبطا مخططات النازيين القبيحة والدامية ومنعاهم من السيطرة على العالم». وأضاف «إن جنودنا حموا الحرية والاستقلال من خلال دفاعهم بتفان عن الوطن، وحرروا اوروبا وحققوا نصراً ستبقى عظمته في الذاكرة خلال دهور».

وشدد على ضرورة «أن نبرز آمال اجدادنا وآبائنا العظام. يجب أن نجتاز جميع الصعاب والحواجز، وأن نورث لابنائنا روسيا المزدهرة والحرة والقوية». واختتم خطابه بالهتاف «المجد للشعب المنتصر».
واحتفلت روسيا بالانتصار على المانيا النازية في 1945 بالعرض 139، الذي شارك فيه 11 الف عسكري في الساحة الحمراء بموسكو وبتحليق طائرات حربية في السماء، في استعراض قوة يذكّر بحقبة الاتحاد السوفياتي.
ففي تمام الساعة 10,00 (6,00 ت غ) بحسب ساعة الكرملين، ساد صمت رهيب في الساحة الحمراء التي غصت بالعسكر، فيما اخذ الرئيس فلاديمير بوتين مكانه على المنصة الرسمية محاطاً بمدعوين بينهم عدد كبير من المحاربين القدامى من حملة المداليات.
وبدأ العرض العسكري باستعراض القوات من قبل وزير الدفاع سيرغي شويغو الذي وقف في سيارة ليموزين سوداء مكشوفة وهو يوجه تحية إلى آلاف الجنود والضباط الذين صاحوا بصوت واحد «هورا» كما جرت العادة تحت سماء صافية وطقس ربيعي. وسارت شاحنات عسكرية تنقل صواريخ استراتيجية واسلحة ثقيلة اخرى في قلب العاصمة الروسية احياء لذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية.
وقد جرت عروض عسكرية بمشاركة نحو 40 الف جندي في 24 مدينة كبرى في روسيا، بدءاً من فلاديفوستوك في اقصى الشرق الروسي وصولا الى سان بطرسبورغ (شمال غرب) مرورا بسيبيريا.
وعقب انتهاء الاستعراض العسكري، اقام بوتين مأدبة في الكرملين على شرف المشاركين في الحرب الوطنية العظمى. وقد هنأ بوتين الحضور وكافة المحاربين القدامى بحلول «اعز الاعياد، عيد النصر المقدس». وقال «تقف روسيا اليوم بكاملها كحرس شرف فخور وشاكر، تكريما لجيل المنتصرين. وتكريما لآبائنا واجدادنا الذين حرروا العالم من النازية، وتكريما لإنسانية النصر العظيمة، النصر الذي اكد قيمة حياة الانسان الراسخة». وأضاف بوتين قائلاً «يحتفل بهذا العيد في بلدان رابطة الدول المستقلة وفي العديد من بلدان اوروبا والعالم. وتخالج الملايين من البشر المشاعر ذاتها: الفرح والحزن والقلق، وهم ينحنون اجلالا امام مأثرة الذين انتصروا على الحرب والشر، على الكذب والظلم». واستطرد قائلاً «لكم، اعزاءنا المحاربين أقدم أكبر وأحر التهاني. لقد كان لديكم مصير واحد وأمل واحد ووطن واحد. وعانيتم الآلام المبرحة التي تفوق طاقة البشر، من اجل الذود عن استقلاله ومن اجل مستقبل ابنائكم». واكد بوتين أن المحاربين القدامى «اظهروا الطبع الشديد المراس والارادة والوحدة التي لا تقهر وقضوا على العدو الشرس وجلبوا الحرية للعالم اجمع». وأضاف «انتم لم تكتفوا بالدفاع عن الوطن فحسب، بل وساهمتم في بعثه من الانقاض والرماد، وحققتم انجازات جسيمة في العمل. لقد عرفتم كيف تبنون صداقاتكم وتساندون بعضكم بعضاً، في السراء والضراء. وسوف نحمي هذا الارث دائما. وسنبقى معجبين بنبلكم وبجرأتكم». واختتم بوتين حديثه قائلاً «الروح الوطنية هي الثقة في بلادنا، وانتم اعتبرتم حب الوطن أسمى القيم. وهي اليوم ايضا تلاحم شعب روسيا، وانا واثق من انها ستكون دائما سندنا الروحي والاخلاقي».
في اطار آخر، عين رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف أمس مستشار السياسة الخارجية السابق للكرملين سيرغي بريخودكو على رأس ادارة حكومته، في اعقاب استقالة نائب رئيس الوزراء فلاديسلاف سوركوف المفاجئة. وتولى بريخودكو منصب مستشار مدفيديف للسياسة الخارجية عندما كان رئيساً بين 2008 والعام الفائت. كما كان مساعد الرئيس فلاديمير بوتين للسياسة الخارجية في ولايتيه الاوليين في الكرملين في 2000-2008. وبريخودكو معروف في الاوساط الدبلوماسية العالمية وكان حتى يشغل منصب النائب الاول للمسؤول عن ادارة مدفيديف اي سوركوف.
(الأخبار، أ ف ب)