تحول عيد العمال العالمي، أول من أمس، الى مناسبة ملائمة للتعبير عن السخط ازاء السياسات الاقتصادية في العديد من بلدان العالم، ولا سيما في دول أوروبية بدأت تدق ناقوس الخطر أمام الأرقام المرتفعة في عدد العاطلين من العمل وتراجع نسب النمو، فيما شهدت الولايات المتحدة وتركيا مواجهات بين ناشطين والشرطة على خلفية مطالب معيشية.وفي الكويت، دان الاتحاد العام للعمال التدابير التي «تستهدف العمال الوافدين»، بسبب توجه الحكومة الى الحد بشكل كبير من عدد العمال الاجانب في البلد. كذلك احتشد في المنامة عشرات الآلاف من مختلف النقابات العمالية والشركات في تظاهرة عُزِفت خلالها الموسيقى وانطلقت إلى وزارة العمل في المنامة.
المشهد الأعنف كان في اسطنبول التركية، حيث استخدمت الشرطة خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق عشرات الآلاف من المحتجين الذين رشق بعضهم قوات الأمن بالحجارة أثناء محاولتهم اختراق الحواجز للوصول الى الميدان الرئيسي في ميدان تقسيم.
وقال محافظ اسطنبول، حسين عوني موتلو، ان 22 من ضباط الشرطة وثلاثة مدنيين اصيبوا بجراح في الاشتباكات. كذلك أصيب ثمانية ضباط شرطة و18 محتجاً في مدينة سياتل الأميركية بعدما تحولت مسيرة بدأت سلمية بمناسبة عيد العمال إلى أعمال عنف مع حلول الليل، حين رشقت الحشود الشرطة بالحجارة والزجاجات وردّت الشرطة برذاذ الفلفل.
وفي منطقة اليورو، حيث بلغت نسبة البطالة في بعض بلدانها مستوىً قياسياً، سارت تظاهرات في كل من فرنسا واسبانيا وألمانيا وايطاليا واليونان والبرتغال ودول أخرى. وفي روما، دعا البابا فرنسيس في عظة نقلتها اذاعة الفاتيكان، القادة السياسيين الى بذل كل ما هو ممكن لتوفير فرص العمل، معتبراً ان البطالة هي نتيجة رؤية اقتصادية لا «تتفق مع مبادئ العدالة الاجتماعية».
وفي فرنسا، حيث تظاهر بين 120 و150 الف شخص، انقسمت النقابات الى معسكرين، إذ عارضت الكونفدرالية العامة للعمل (سي جي تي) اتفاقاً اجتماعياً حول تليين سوق العمل، في حين وقعته الكونفدرالية الفرنسية الديموقراطية للعمل (سي اف دي تي) الإصلاحية.
وانطلق الموكب النقابي الباريسي الذي ضم آلاف الأشخاص تلبية لدعوة الكونفدرالية العامة للعمل من ساحة الباستيل رافعين شعار «نرفض سياسة التقشف»، بينما انتقد الرجل الاول في نقابة «سي اف دي تي» لوران بيرجيه، سياسات التقشف المُطبّقة في أوروبا، قائلاً «يجب انشاء اوروبا اخرى اقتصادية واجتماعية». كما نزل الآلاف من اعضاء الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة الى الشوارع في باريس، رافعين شعارات «هولاند ارحل».
وفي اليونان، التي وصلت فيها نسبة البطالة الى 27,2 في المئة في كانون الثاني الماضي، سارت تظاهرتان منفصلتان في وسط أثينا. وفي اسبانيا، حيث بلغت البطالة 27,16 في المئة، دعت النقابات الى تنظيم 82 تظاهرة في أنحاء البلاد، بينما دان اتحاد العمال البرتغالي سياسة «التضحيات والتقشف التي ادت الى البطالة والى افقار» البلاد.
أما في الصين، فقد تم الاحتفال بعيد العمال باجازة تستمر لثلاثة أيام، لكن في موسكو كان هذا اليوم مناسبة لمنح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أوسمة «بطل العمل» للمرة الأولى منذ الحقبة السوفياتية الى خمسة روس، منهم قائد الاوركسترا الشهير فاليري غرغييف، وأحد عمال المناجم في سيبيريا.
وتجمع آلاف الشيوعيين وسط موسكو، فيما تظاهر نصف مليون شخص في هافانا وكافة المدن الكوبية الكبرى تحت شعار «الاشتراكية المزدهرة والمستدامة».
(أ ف ب، رويترز)