تناقضت التصريحات الرسمية الإيرانية حول ضحايا الزلزال الذي ضرب أمس منطقة سراوان في محافظة سيستان وبلوشستان الواقعة جنوب شرق إيران، حيث أعلن التلفزيون الإيراني الحكومي «برس تي في»، أن 40 شخصاً على الأقل قُتلوا، فيما تأثرت دول الخليج والهند وباكستان، التي سقط فيها نحو 34 شخصاً، حسبما أعلنت وسائل الاعلام في وقت لاحق. وبينما أفاد مذيع في قناة «برس تي.في» الناطقة بالانكليزية، أن 40 شخصاً على الأقل قُتلوا في هذا الزلزال الذي بلغت قوته 7.5 درجات حسب مقياس ريختر، قال حاكم سيستان وبلوشستان، حاتم ناروي، إن الزلزال «لم يُسبب أي قتلى حتى الآن». واشار إلى أن «مركز الزلزال يقع في الصحراء ولا تحيط به مراكز سكانية. ولا يوجد قتلى في البلدات الواقعة حول مركز الزلزال». واشار ناروي الى أنه من أكبر الزلازل منذ أربعين عاماً.
لكن النائب حامد رضا باشنج، عضو مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان)، الممثل عن محافظة سيستان وبلوشستان، حيث وقع الزلزال الذي شعر به أهالي محافظة فارس وكرمان ايضاً، قال «مما سمعنا من الناس في المناطق المتضررة علمنا أن عدد القتلى ليس كبيراً». وأضاف «تحدثت إلى الناس في زابل وسروان وخاش ومناطق أخرى ضربها الزلزال وقالوا إنه ليس من النوع الذي يسبب الكثير من القتلى».
ولم يتضح على الفور كيفية اتصاله بهم في ظل أنباء عن انقطاع الكهرباء والاتصالات في المناطق المتضررة، مما يجعل التحقق من المعلومات صعباً. فقد ذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن شبكات الكهرباء والاتصالات سقطت في معظم أنحاء الإقليم بعد الزلزال.
وفي باكستان، أفادت وسائل اعلام محلية عن سقوط نحو 34 شخصاً بينهم ثلاث نساء وطفلان في منطقة بانج جور التابعة لمحافظة بلوشستان القريبة من الحدود مع إيران. ونقلت وكالة «أنباء فارس» عن الجهات المعنية في اسلام اباد ان الزلزال تسبب في انهيار نحو 1000 مبنى في بلدات مشخيل وبانجكور ونوربت الباكستانية المحاذية للحدود الايرانية.
وفي وقت سابق، أشارت التقارير إلى إصابة 4 أشخاص في مدينة كراتشي وتضرر بعض المباني. وفي بلدتي ماند وتربت في بلوشستان، تحدث السكان عن الشعور بهزات قوية أسفرت عن إحداث شقوق في جدران المنازل. واضافت التقارير أن سكان إسلام آباد وبيشاور وغيرها من المدن شعروا بالهزة، مشيرة إلى أن منطقة الهزة الأرضية وصلت إلى العاصمة الهندية نيودلهي. وتابعت أن ارتدادات الهزة في باكستان بلغت قوتها 5,4 درجات بمقياس ريختر.
الى ذلك، ذكرت مصادر اعلامية ان سكان الامارات العربية المتحدة‌ شعروا بالهزة، مما أثار الخوف لديهم وجعلهم يخرجون من بيوتهم ويبتعدون عن كل ما يمكن ان يسقط وبسبب الاذى.
وفي طهران، أعلنت مؤسسة المسح الجيولوجي أن قوة هذا الزلزال بلغت 7.5 درجات على مقياس ريختر، حيث يعد هذا الزلزال ضمن الزلازل الكبرى التي شهدتها البلاد، حسبما ذكرت «وكالة «أنباء فارس». وأعلنت السلطات الإيرانية حالة الطوارئ القصوى في المناطق التي ضربها الزلزال وعمدت الى ارسال فرق الإغاثة من خمس محافظات مجاورة لمحافظة سيستان وبلوشستان هي كرمان وهرمزكان وخراسان الجنوبية.
كذلك، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الإيرانية تشكيل لجنة أزمة في مركز القيادة التابعة لها وأرسلت 20 فريق اغاثة و3 مروحيات من المحافظات المجاورة الى سيستان وبلوشستان.
بدورها، أكدت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، أن مركز الزلزال كان في منطقة جبلية وصحراوية على بعد نحو 200 كيلومتر إلى الجنوب الشرقي من زاهدان و250 كيلومتراً إلى الشمال الغربي من تربت في باكستان. وأوضحت أن الزلزال وقع عصر أمس حسب توقيت طهران على عمق 15.2 كيلومتراً.
وتقع إيران فوق تصدعات رئيسية وعانت من عدد من الزلازل المدمرة بما في ذلك زلزال بلغت قوته 6.6 درجات عام 2003، والذي سوى مدينة بم بالأرض في أقصى جنوب شرق البلاد، مما أسفر عن سقوط أكثر من 25 ألف قتيل.
في غضون ذلك، أكد مسؤول في الشركة الروسية التي بنت محطة بوشهر النووية الايرانية (جنوب البلاد) أن المحطة الكهرو-ذرية، لم تتأثر بالزلزال. وقال المسؤول لدى شركة «آتومستروي اكسبورت» الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إنه تحدث مع زميل له في المحطة بعد الزلزال وانه لم ترد تقارير عن حدوث أضرار.
(مهر، فارس، أ ف ب، رويترز)