من العاصمة الأميركية واشنطن، يعلن فريق «ويكيليكس» بعد ظهر اليوم إطلاق: «مكتبة ويكيليكس العامة للدبلوماسية الأميركية»The WIKILEAKS Public Library of US Diplomacy (PlusD).
إنجاز جديد يضاف الى عمل المجموعة التي سرّبت آلاف الوثائق السرية منذ عام 2006، والتي كان أشهرها برقيات وزارة الخارجية الاميركية وسفاراتها حول العالم (في خريف عام 2010). خطوة مهمّة أخرى تتحدى الحصار المالي الذي تفرضه الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها على موقع «ويكيليكس» وتكسر، معنوياً، الملاحقة الأمنية والسياسية والقضائية بحق مؤسس الموقع جوليان أسانج ومسرّب برقيات العراق والخارجية الاميركية الجندي السابق برادلي مانينغ.
وبفضل التعاون المستمر بين «ويكيليكس» و«الأخبار»، ننشر بعض تفاصيل الخطوة الجديدة التي ستعلن اليوم في مؤتمر صحافي يُعقد عند الساعة 9 صباحاً بتوقيت واشنطن و4 بعد الظهر بتوقيت بيروت.

«مكتبة ويكيليكس العامة» ستشكّل «أكبر مجموعة بحث للوثائق الدبلوماسية الأميركية السرية أو التي كانت سرية. تحتوي على نحو مليوني وثيقة تظهر تدخل الولايات المتحدة الأميركية سياسياً واستخبارياً ودبلوماسياً في كل دولة من دول العالم». إضافة الى الـ250 ألف برقية المسرّبة من الخارجية الاميركية، ستضمّ المكتبة مجموعة جديدة تحت اسم «برقيات كيسينجر». هذه المجموعة تحتوي على 1،7 مليون وثيقة تمتد منذ بداية عام 1973 حتى نهاية 1976 خلال عهد وزير الخارجية الاميركي هنري كيسنجر. مناطق الشرق الاوسط وأميركا اللاتينية وأفريقيا وجنوب آسيا ووسطها وأوروبا ستكون مشمولة بالداتا التي ستنشر للعوام ابتداءً من اليوم، «مع تركيز خاص على إسرائيل وروسيا وفرنسا واليابان والهند وجنوب أفريقيا والدول الأفريقية الفرانكوفونية»، كما تشير «ويكيليكس».
مصادر «مكتبة ويكيليكس العامة» هي الوثائق الرسمية التي أفرجت عنها الادارة الاميركية وفقاً لـ«قانون حرية المعلومات» الذي يكفل أن تزال السرية عن معظم الوثائق بعد انقضاء فترة معينة من الزمن. لكن ما تقدمه «المكتبة» للقرّاء هو أداة بحث مسهّلة ودقيقة تسمح بتحديد مجال البحث والحصول على الوثائق التي يريدها الباحث وفق الفترة الزمنية المطلوبة ومفتاح البحث المحدد (اسم البلد أو الشخصية السياسية...). وهذا تحديداً ما لا تؤمنه الحكومة الاميركية بعد إفراجها عن الوثائق، إذ تمرّ عملية البحث فيها وتصفحها بمراحل معقدة ومضنية.
وإضافة الى تسهيل الاطلاع على المعلومات، تضمن «مكتبة ويكيليكس» بقاء الوثائق الحكومية متوافرة للعموم، في حين تقوم الحكومة الاميركية عادة بسحب بعض البيانات بعد نشرها لفترة وجيزة.
وفي جولة سريعة على محتويات المكتبة، قبل فتحها للعموم اليوم، اطّلعت «الأخبار» على وثيقة تعود إلى عام 1973 ضمن مجموعة «برقيات كيسينجر»، تبيّن هشاشة «أسطورة» الحصار النفطي الذي هدد به الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود حينها. وتنقل البرقيات حرفياً رفض الملك السعودي استخدام النفط كأداة للضغط على الغرب بهدف وقف دعمهم للدولة الصهيونية. برقيات أخرى تفصّل مثلاً زيارة الرئيس اللبناني السابق كميل شمعون لطلب مساعدات عسكرية من طهران...
وبهذا تكون مكتبة «ويكيليكس» العامة «القاعدة الوحيدة ذات المواد الجيوسياسية المهمة والمنشورة بالكامل على شبكة الإنترنت».
«ويكيليكس» تعاونت مجدداً مع مجموعة محددة من الصحف حول العالم لإطلاعها على محتويات المكتبة مسبقاً والمساهمة في الإعلان عنها. ومن بين المؤسسات الاعلامية المتعاونة، الى جانب «الأخبار»: صحيفة «المصري اليوم» المصرية، «ذي نايشن» الأميركية، وكالة «أسوشييتد برس»، «ريبوبليكا» و«إسبريسو» الايطالية وغيرها...