سيطرت أجواء تفاؤلية أمس على التصريحات المتعلقة بالمفاوضات النووية بين إيران ومجموعة «5+1»، إذ عبّرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي، ممثلة الدول الست الى المحادثات، كاثرين أشتون، عن «تفاؤل»، لكن «حذر» بشأن المحادثات التي ستجرى مع إيران في كازاخستان يومي 5 و6 نيسان الحالي. وقالت أشتون، في مؤتمر صحافي عقدته في العاصمة التركية أنقرة، «أظل دائماً متفائلة بحذر. لكنني أيضاً واضحة جداً في أن من المهم للغاية أن نتلقى رداً» من إيران.
تصريح قابله المتحدث باسم وزارة الخارجیة الایرانیة رامین مهمانبرست، أمس، أيضاً بإيجابية، قائلاً إنه یمكن التوصل الی تفاهم في المفاوضات المقبلة بین إيران والمجموعة التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا. وأضاف أنه «إن كان سلوك هذه الدول باتجاه إكمال ما أبدته من توجهات في مفاوضات آلما أتا_1 الشهر الماضي، فإننا سنقترب من تحقیق مطالب إیران».
وأضاف مهمانبرست، الذي یزور أرمینیا، أن «المفاوضات المقبلة مع مجموعة 5+1 غیر معقدة كثیراً وینبغي أن ترسم لها آفاق شفافة تتضمن الاعتراف رسمیاً بحقوق إیران في خاتمة المطاف، وفي الوقت نفسه تبدید الهواجس والمزاعم المثارة من خلال اتخاذ خطوات من قبل الجانبین».
من جهة ثانية، أفادت مؤسستان بحثيتان أمس بأن إيران ستواصل برنامجها النووي رغم قلة ما جنته من مكاسب من هذا البرنامج الذي كلفها أكثر من 100 مليار دولار نتيجة ضياع عائدات نفطية واستثمارات أجنبية. وقال تقرير لمعهد كارنيغي للسلام الدولي واتحاد العلماء الأميركيين، وكلاهما في واشنطن، إنه لا يمكن وقف الأنشطة النووية الايرانية أو «نسفها»، وإن الدبلوماسية هي السبيل الوحيد للحفاظ على سلميتها.
وقال كاتبا التقرير، علي فائز من المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات وكريم سجاد بور من معهد كارنيغي، إن برنامج إيران النووي الذي بدأ منذ خمسة عقود في عهد الشاه الذي كان متحالفاً مع الولايات المتحدة «أحيط بهالة مبالغ فيها من الفخر_وإن كانت مضللة_وكلّف مبالغ باهظة بحيث يتعذر التخلي عنه بسهولة». وأضافا أن «الحل الوحيد الطويل الأجل لضمان أن يظل برنامج إيران النووي سلمياً بحتاً هو إيجاد حل دبلوماسي متفق عليه».
ويورد التقرير، الذي يحمل عنوان «أوديسة إيران النووية: التكلفة والمخاطر»، تكاليف البرنامج النووي من حيث الفرص الضائعة. وقال إنها تبلغ «أكثر من 100 مليار دولار»، من حيث فرص الاستثمار الأجنبي وعائدات النفط الضائعة.
وذكر التقرير أن إنتاج كميات صغيرة نسبياً من اليورانيوم لن يقود إيران إلى الاكتفاء الذاتي الكامل من الطاقة النووية، بينما هي أهملت صيانة بنيتها الأساسية وتنمية موارد أخرى يمكن أن تؤمن احتياجاتها من الطاقة بصورة أفضل.
وأعطى التقرير مثالاً على ذلك مفاعل بوشهر النووي الذي تبلغ طاقته ألف ميغاوات وبدأ تشغيله عام 2011 بعد تأجيلات متكررة، وقال إن إنتاجه لا يمثل سوى اثنين في المئة من طاقة توليد الكهرباء، بينما تفقد إيران نحو 15 في المئة «من الكهرباء التي يتم توليدها بسبب خطوط النقل القديمة والتي لا تخضع للصيانة الملائمة».
وقال التقرير إن «التخطيط الاستراتيجي الجيد لقطاع الطاقة لا يمكن أن يجعل من الطاقة النووية أولوية في دولة مثل إيران»، مضيفاً أنه «بدلاً من تحسين أمن الطاقة في إيران، قوّض البرنامج النووي قدرة البلاد على التنويع وتحقيق استقلال حقيقي في مجال الطاقة».
وأوصى الكاتبان بأن تتواصل القوى الخارجية مع الإيرانيين من خلال «دبلوماسية القاعدة الجماهيرية العريضة»، وأن توضح ما يمكن أن تجنيه هذه الجماهير من خلال الوصول الى حل وسط.
(أ ف ب، رويترز، مهر)