تصاعدت حدة التوتر في منطقة شرق آسيا، أمس، مع إصدار الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ-أون أوامر إلى قواته بإتمام كل الاستعدادات لتوجيه ضربات صاروخية إلى الأراضي والقواعد الأميركية في المحيط الهادي، رداً على طلعات تدريبية تقوم بها قاذفات «بي-2» في سماء البحر الأصفر. وأصدر الزعيم الكوري الشمالي أمره هذا خلال اجتماع طارئ عقده ليلاً مع كبار قادة الجيش، مؤكداً أن هذا الأمر يشكل رداً مباشراً على استخدام القوات الأميركية قاذفات خفية من طراز «يو اس بي-2»، قادرة على إلقاء قنابل نووية، خلال مناورات مشتركة تجريها حالياً مع الجيش الكوري الجنوبي.
وقال كيم، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الشمالية الرسمية، إنه إذا قام الأميركيون بعمل استفزازي «أرعن»، فإن القوات المسلحة الكورية الشمالية «ستضرب بلا شفقة البر الأميركي والقواعد العسكرية في المحيط الهادئ، بما في ذلك هاواي وغوام، وتلك الموجودة في كوريا الجنوبية».
ورأى كيم أن طلعات القاذفتين تخرج عن إطار عرض القوة، بل تشكل «إنذاراً (أميركياً) يثبت أنهم يريدون اشعال حرب نووية بأي ثمن».
في غضون ذلك، نقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية أمس عن مصدر عسكري جنوبي، قوله إنه رُصدت «زيادة حادة في تحركات المركبات والجنود أخيراً في مواقع الصواريخ المتوسطة والطويلة المدى في كوريا الشمالية».
في ردود الفعل الدولية، حثّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، كوريا الشمالية على التحلي بالهدوء، داعياً «جميع الأطراف إلى عدم عرض القوة العسكرية» وتجنب خطر الرد العدواني. وأضاف: «نحن قلقون من أنه إلى جانب الرد الجماعي المناسب داخل مجلس الأمن الدولي يجرى اتخاذ إجراء أُحادي الجانب تجاه كوريا الشمالية، هو زيادة النشاط العسكري»، مشيراً إلى أن الوضع «قد يخرج الوضع ببساطة عن نطاق السيطرة. إنه ينزلق نحو حلقة مفرغة».
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي، في مؤتمره الصحافي الدوري: «ندعو كل الأطراف إلى بذل جهود مشتركة لتحقيق انفراج في الوضع». وأضاف أن «السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية يخدمان المصلحة المشتركة».
(أ ف ب، رويترز)