دخلت قبرص مفاوضات جديدة شاقة حول خطة لانقاذ المصارف والاقتصاد القبرصي يتعين على نيقوسيا عرضها بحلول الإثنين المقبل على شركائها الأوروبيين، بعدما وضعت في موقف حرج بعد رفض روسيا تقديم مساعدة للجزيرة. وأعلن المتحدث باسم الحكومة القبرصية خريستوس ستيليانيدس أمس أن قبرص تجري «مفاوضات شاقة» مع ترويكا الجهات الدائنة (الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الاوروبي) لتفادي افلاس القطاع المصرفي وانهيار اقتصاد الجزيرة. ويتعين على قبرص أن تعرض على شركائها بحلول الاثنين خطة تمويل بقيمة سبعة مليارات يورو كشرط لصرف هؤلاء الشركاء مساعدة بقيمة عشرة مليارات يورو وتفادي الافلاس. وفي اطار خطتها الجديدة، ستقترح نيقوسيا تأسيس صندوق تضامن وتشريعاً يتعلق بالحد من حركة الرساميل. وهذا الصندوق سيستخدم خصوصاً السيولة من اموال التقاعد العائدة لموظفي القطاع العام. وقد يحظى ايضاً بكفالة العائدات المستقبلية المتوقع توفيرها من استغلال موارد ضخمة من الغاز الطبيعي المكتشفة قبالة سواحل الجزيرة، وهذا البند لا يزال قيد الدرس.
لكن المانيا ترفض زيادة الديون القبرصية، كما ترفض ايضاً اشراك صناديق تقاعد في خطة المساعدة، موضحة ان اقتراحاً مماثلاً رفضته ترويكا الجهات الدائنة في نهاية الاسبوع الماضي، بحسب متحدث باسم وزارة المالية الالمانية.
وفي اطار ايجاد بدائل، دعا «بنك قبرص» و«لايكي بنك»، اكبر بنكين في قبرص، أمس البرلمان إلى التصويت لمصلحة ضريبة على الودائع المصرفية التي تفوق 100 الف يورو في غياب «بديل فوري اخر» لتفادي افلاس القطاع المصرفي والاقتصاد.
وإضافةً إلى اغلاق البنوك، أعلن مدير جمعية مالكي محطات الوقود ستيفانوس ستيفانو لوكالة «الانباء القبرصية» أن محطات توزيع الوقود قد تقفل ايضاً لأنه لم يعد لدى مالكيها السيولة اللازمة لملء خزانات محطاتهم.
من جهة اخرى، وبعد اعلان موسكو رفض المقترحات التي قدمتها نيقوسيا، عاد رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف ليعلن أن بلاده «لم تغلق الباب» أمام قبرص. وأوضح مدفيديف، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو، أن موسكو على استعداد لبحث وسائل مساعدة البلاد بمجرد أن تنتهي نيقوسيا من وضع اللمسات الأخيرة على خطة إنقاذ مع شركائها في الاتحاد الأوروبي. وأضاف «اعتقد أنه اذا اظهرت كل الاطراف ارادة جيدة للنجاح، فإنه سيجري التوصل إلى حل».
وكان وزير المالية الروسي انطون سيلوانوف قد أعلن في وقت سابق أمس أن موسكو غير مهتمة بالمقترحات التي قدمتها نيقوسيا بعد يومين من المحادثات في موسكو مع وزير المالية القبرصي ميخاليس ساريس.
(أ ف ب، رويترز)