ضربة قويّة تلقّاها رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو برلوسكوني في طريق العودة لحكم إيطاليا، بعدما وجّه له الادعاء العام اتهامات بتنظيم حفلات للدعارة في منزله بميلانو، فيما حكمت المحكمة بالسجن عامين وثمانية أشهر على فالتر لافيتولا، المقرّب من برلوسكوني، بتهمة تقديم رشى لمسؤولين باناميين والتآمر على ابتزاز الأخير. برلوسكوني، المنتشي بنتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة والتي أعادته طرفاً أساسياً في تشكيل الحكومة الجديدة بعدما كان حزبه «شعب الحرية» أقرب إلى التفسخ في الخريف الماضي، وضع في موقف صعب من الممكن أن ينتهي معه مستقبله السياسي، بعدما زادت الفضائح التي تحيط به من نفور الأحزاب الأخرى للتعاون معه في البرلمان. وبعد سنتين على فضيحة «روبي»، أدان الادعاء الإيطالي برلوسكوني بتهمة ارتكاب جرائم جنسية وتنظيم حفلات دعارة في فيلته في ميلانو، على عكس ما قال إنها حفلات عشاء فاخرة. ويحاكم برلوسكوني (76 عاماً) بتهمة استدراج الراقصة المغربية كريمة المحروق، والمعروفة بـ«روبي سارقة القلوب» (20 عاماً)، وممارسة الجنس معها مقابل المال، بينما كانت لا تزال أقل من السن القانونية وقتها، إضافة إلى تهمة استغلال منصبه.
وأكد المدعي أنطونيو سان جيرمانو، في المرافعات الختامية للمحاكمة، أن الحفلات تضمنت وجبات عشاء ورقصات ماجنة وممارسة للجنس بين مذيعات تلفزيون طامحات وضيوف مدعوّين. وأضاف إن «المحروق» كانت «جزءاً لا يتجزأ من شبكة دعارة معقدة». وأكد المدعون أن حلقة الدعارة هذه كانت تديرها نيكول مينيتي، مساعدة برلوسكوني السابقة، التي تتم محاكمتها بشكل منفصل.
ويواجه برلوسكوني تهمة التدخل لوقف الشرطة عن إرسال المحروق إلى منشأة لإعادة تأهيل الأحداث، بعد اعتقالها بتهمة السرقة في 2010. وادعى أنها حفيدة الرئيس المصري السابق حسني مبارك، وقام أحد أعضاء حزب برلوسكوني بضمان الفتاة. وقالت ممثلة الادعاء إنها تعارض بشدة قرار الضمان، وقالت إن وزير الداخلية السابق، روبرتو ماروني، كذب خلال مناقشة برلمانية تتعلق بالمسألة عندما قال إنها وافقت على قيامه بضمان الفتاة، وأضافت للقضاة «لا يوجد قاض يستحق لقبه يمكن أن يفعل هذا». وأوضحت أمام المحكمة في ميلانو أنها اشتبهت في أن المحروق عاهرة.
من جهته، رفض برلوسكوني جميع التهم الموجهة إليه، وأعرب عن «الدهشة بعض الشيء من مرافعات الادعاء الختامية، وأجدها مسلية بعض الشيء». وأضاف، في بيان، إنه كان «سعيد الحظ لعدم اضطراره إلى دفع المال لأي امرأة نظير ممارسة الجنس»، وسخر من سان جيرمانو، قائلاً إن «المدعي العام لم يتمتع بنفس حسن الحظ الذي أتمتع به».
وفي حالة إدانة برلوسكوني باستدراج قاصر، فإنه قد يواجه عقوبة بالسجن تتراوح بين ستة أشهر وثلاثة أعوام. وفي حالة إدانته باستغلال المنصب، فإنه يواجه عقوبة بالسجن تتراوح بين ثلاثة وثمانية أعوام. ومن المقرر أن يتقدم الادعاء بطلب العقوبة التي ستوقع على برلوسكوني، الجمعة المقبل، أما الدفاع فمن المقرر أن يقدم حجته في الحادي عشر من آذار الجاري، ومن المتوقع أن يصدر الحكم في القضية في 18 من الشهر الجاري.
(الاخبار، رويترز)