سقط ما لا يقل عن 50 قتيلاً من مسلحي حركة التوحيد والجهاد الإسلامية في غرب أفريقيا، منذ الجمعة، في معارك ضد جنود ماليين وفرنسيين قرب غاو، في حين قتل جندي فرنسي في المعارك، في وقت أعلنت فيه تشاد مقتل القيادي في تنظيم القاعدة مختار بلمختار الذي كان مسؤولاً عن عملية احتجاز الرهائن في منشأة عين أميناس في الجزائر قبل حوالى شهرين. وذكر مصدر عسكري مالي لوكالة «فرانس برس» أن «المعارك كانت مستمرة صباح أمس على بعد 60 كيلومتراً شمالي غاو بين الاسلاميين والقوات المالية المدعومة من الجيش الفرنسي. ونحن نسيطر على الوضع. قتل ما لا يقل عن 50 إسلامياً من حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا منذ الجمعة».
وكان جندي مالي شارك في المعارك مساء الجمعة قرب غاو أكد أن الجيش المالي دمر قاعدة لهذه الحركة. وأوضح أن الحركة تكبدت «خسائر بشرية كبيرة» في المعارك التي وقعت في ماناس على بعد 60 كلم شرقي غاو.
في المقابل، أعلنت الرئاسة الفرنسية مقتل جندي فرنسي السبت في معارك غاو، ليرتفع إلى ثلاثة عدد الجنود الفرنسيين الذين قتلوا منذ بدء الهجوم ضد المجموعات الاسلامية المسلحة. وذكرت الرئاسة في بيان أن «رئيس الجمهورية (فرانسوا هولاند) تبلغ بأسى كبير مقتل جندي في شمال مالي، في معركة مساء السبت» وهو ينتمي إلى كتيبة المظليين. وأضاف البيان أن «رئيس الدولة يعرب عن احترامه العميق للتضحية التي قدمها هذا الجندي الشاب». وبحسب هيئة أركان الجيوش الفرنسية، فإنه تم «القضاء» على «ما لا يقل عن نحو خمسة عشر» مقاتلاً إسلامياً خلال العمليات التي أودت بحياة الجندي الفرنسي.
وقالت هيئة الأركان إن المظلي قتل السبت أثناء عملية للقوات الفرنسية ضد «المجموعات الارهابية» في منطقة جبال ايفوقاس، وهي منطقة جبلية قريبة من الحدود الجزائرية حيث انكفأت المجموعات الاسلامية. وأوضح الكولونيل تييري بوركارد لوكالة «فرانس برس» أن «المظليين بدأوا المعركة مراراً مع العناصر الارهابية» طيلة النهار. وقتل الجندي مساء السبت «وهو يتوجه إلى مهاجمة موقع معاد» على بعد حوالى خمسين كلم جنوبي تيساليت.
من جهة أخرى، شدد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، أمس، على أن مقتل الزعيم الاسلامي مختار بلمختار إذا ما تأكد سيمثّل ضربة للإرهاب في شمال أفريقيا، ولكنه لن يكون نهاية للاضطرابات التي تشهدها مالي. وقال هيغ في مقابلة مع تلفزيون «بي بي سي» إنه في حال تأكد مقتل بلمختار «فإن ذلك سيكون ضربة للإرهاب»، مضيفاً «هذه أنباء من جنود تشاديين يخوضون الكثير من القتال في شمال مالي. لا نستطيع تأكيد ذلك (مقتله) بشكل قاطع في الوقت الحالي، وأشدد على ذلك». وتابع «ستكون تلك ضربة للإرهاب وللشبكة الاجرامية التي تحيط بهذا الرجل وبأمثاله». وأضاف «لكن ذلك لا يعني أن مشاكل مالي انتهت. يوجد الكثير من العمل الذي يجب القيام به لدعم العملية السياسية في مالي: إجراء الانتخابات، وتشكيل حكومة شرعية، وما إلى ذلك».
وكان الجيش التشادي المنتشر في شمال مالي أعلن أنه قتل بلمختار، الزعيم الاسلامي الذي كان الرأس المدبر للهجوم على منشأة للغاز في الجزائر، وأدى إلى مقتل 37 رهينة غربية في كانون الثاني الماضي. وصرح الجيش التشادي بأنه قتل بلمختار أثناء عملية في جبال ادرار في سلسلة ايفوقاس السبت.
إلى ذلك، أعلنت رئاسة الوزراء في مالي أن الانتخابات الرئاسية ستجري في شهر تموز المقبل، من دون التطرق إلى موعد إجراء الانتخابات التشريعية. وكشف مدير مكتب رئيس الوزراء ديانغو سيسوكو، بوبكر سو، لوكالة «فرانس برس»، أنه «تم اعتماد شهر تموز موعداً لإجراء الانتخابات الرئاسية». وأضاف سو أنه «تم أخذ الإجراءات لضمان احترام المهل. إن الوضع الأمني على الارض وعودة الإدارة إلى الشمال، والنازحين واللاجئين، كلها أمور نسعى لإيجاد حلول سريعة لها».
وتابع «من حيث المبدأ، في غضون شهرين إلى ثلاثة أشهر»، يكون قد عاد جزء من الادارة الحكومية إلى كبرى مدن الشمال الثلاث، وهي تمبكتو وغاو وكيدال. ولم يتطرق المسؤول المالي إلى موعد إجراء الانتخابات التشريعية.