واشنطن | بدأ وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، أولى جولاته الخارجية، التي تستمر 11 يوماً، كانت العاصمة البريطانية لندن أولى محطاتها، على أن تليها ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وتركيا ومصر والسعودية والإمارات وقطر، حيث يبحث الملفات الساخنة، سوريا وإيران وفلسطين، قبل أن يعود الى الولايات المتحدة في السادس من آذار المقبل. ورأى كيري أن جولته الماراثونية التي تشمل حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين والعرب هي للاستماع إلى آراء الزعماء الذين سيلتقيهم، فيما سيرون بدورهم إن كان يحمل معه اقتراحات محددة بشأن خطط الحكومة الأميركية لحل قضايا المنطقة المعقدة، وخصوصاً الصراع العربي الإسرائيلي.
كذلك تتناول مباحثات كيري الأزمة السورية والملف النووي الإيراني إلى جانب عدد من القضايا الساخنة الأخرى مثل أفغانستان والملف النووي لكوريا الشمالية، ومالي، والتغير المناخي في العالم، فيما سيؤكد في أوروبا على أهمية العلاقات عبر الأطلسي.
وفي الوقت الذي ستشمل فيه الجولة عدداً من العواصم العربية مثل القاهرة والرياض وأبو ظبي والدوحة إلى جانب أنقرة، فإنّها لن تشمل فلسطين المحتلة التي سيتولى أمر زيارتها الرئيس الأميركي باراك أوباما، في أواخر الشهر المقبل.
ويُنظر إلى كيري، الذي شغل عضوية مجلس الشيوخ الأميركي لنحو 30 عاماً وكان مرشحاً سابقاً للرئاسة الأميركية في عام 2004، كخبير محنّك في العلاقات الدولية، وجال حول العالم، قبل أن يخلف هيلاري كلينتون في الأول من شباط الجاري على رأس الدبلوماسية الأميركية. وهو معروف بأنه من أبرز دعاة توطيد العلاقات الأميركية الأوروبية، وقد أمضى سنوات عدة من طفولته في برلين، حيث كان والده دبلوماسياً معتمداً فيها، إضافة الى أنه يتحدث الألمانية والفرنسية، حيث تجمع عائلته روابط بفرنسا.
ويعدّ قرار كيري تخصيص جولته الخارجية الأولى لأوروبا، في حين أن كلينتون خصصت زيارتها الخارجية الأولى في 2009 لمنطقة آسيا المحيط الهادئ، تطبيقاً لسياسة الرئيس باراك أوباما الذي جعل هذه المنطقة نقطة ارتكاز الاستراتيجية الاميركية.
وقد سلط وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي الضوء على هذه النقطة، مؤكداً أن زيارة نظيره الأميركي لبرلين في 26 الجاري هي «إشارة مهمة للعلاقات عبر الأطلسي».
ومن المقرر أن يشارك كيري في روما، يوم الخميس المقبل، في اجتماع «مجموعة أصدقاء سوريا»، بمشاركة 11 دولة، فيما ستهيمن الأزمة السورية على محادثات كيري في أنقرة والقاهرة، حيث سيلتقي الى جانب المسؤولين المصريين الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. وسوف تستغرق زيارة كيري للقاهرة 24 ساعة، في الوقت التي تشهد فيه أرض الكنانة تظاهرات عارمة وعصياناً مدنياً ضد حكم الإخوان المسلمين.
الأزمة السورية ستكون محور محادثات الزائر الأميركي أيضاً في الدول الخليجية الحليفة، الرياض وأبو ظبي والدوحة، كما يتوقع أن يحتل أيضاً ملف إيران النووي وتسوية الصراع العربي الإسرائيلي إلى جانب انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان بحلول نهاية 2014، موقعاً بارزاً على جدول أعماله. ويستغرب محللون وخبراء ما قاله كيري من أن جولته سوف تقتصر على الاستماع فقط، لكنهم في الوقت نفسه يستبعدون حصول تغيير جذري في السياسة الخارجية الأميركية في المنطقة، لا سيما حول سوريا والصراع العربي الإسرائيلي، إلا في حال استجدت أحداث دراماتيكية مفصلية.
ويقول جون ألترمان، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إنّه لا يرى أي إشارة إلى وجود استراتيجية جديدة، لكنه أضاف «إنني ألحظ بوادر على أنه يريد الانخراط وتفهّم ماهية الخيارات بغية تحريك أمر ما في اتجاه مغاير».
أما المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، الباحث في معهد «بروكينغز»، بروس رايدل، فأعرب عن اعتقاده بعدم وجود مستوى عال من التوقعات بشأن القدرة على كسر حالة الجمود في ما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني وإقناع إيران بالتخلي عن برنامجها الخاص بالاسلحة النووية وإطاحة حكم بشار الأسد.