تستعد إيطاليا لانتخابات تشريعية في 24 و25 شباط، وسط شكوك متنامية بشأن نتيجتها واستقرار الحكومة المقبلة، اللذين سيتوقفان على ما يبدو على بعض الأصوات التي سينتزعها مرشحان من خارج العالم السياسي، أحدهما صحافي غريب الأطوار والآخر قاضٍ سابق مناهض للمافيا. الأول هو الصحافي المتأنق أوسكار جيانينو، المعروف بميله لارتداء البزات الزهرية اللون والذي ينتزع أصواتاً من ناخبي سيلفيو برلوسكوني. وقد يحول دون فوز رئيس حزب الشعب من أجل الحرية (يميني) في لومبارديا (شمال)، المنطقة الاستراتيجية للحصول على الغالبية في مجلس الشيوخ. والثاني هو أنطونيو أنغرويا الذي أسس حزب «الثورة المدنية». فشعارات هذا القاضي السابق لمكافحة الفساد تكسبه أصوات ناخبين خائبين من الحزب الديموقراطي (يساري). ويقول أنطونيو أنغرويا (53 عاماً) «إننا الوحيدون المنتمون حقاً الى اليسار». ويعتبر أي تحالف محتمل بين الحزب الديموقراطي ورئيس الحكومة المنتهية ولايته ماريو مونتي تحالفاً ضد الطبيعة. وتعطي استطلاعات الرأي حزب أنغرويا نحو 4,2% من الأصوات على المستوى الوطني وهي نسبة كافية لدخول المجلس النيابي في البرلمان. لكن، قد يكون دوره حساساً لأنه سينتزع أصواتاً من الحزب الديموقراطي المرجح فوزه في السباق للحصول على الغالبية في مجلس الشيوخ.
وهناك حزب صغير آخر ينتظر أن يلعب دوراً هاماً في هذه الانتخابات، وهو حزب «التحرك: لنوقف الانحطاط» للصحافي الاقتصادي الذي اشتهر بعبارته «باستا» (كفى)، التي كان ينهي بها برنامجه الإذاعي. وتشير استطلاعات الرأي الى حصول حزبه على 1% فقط من الأصوات، وبالتالي لن يحصل على أي مقعد، لكن يبدو أن جيانينو يحب كثيراً مروره على المسرح السياسي. وهو الوحيد بين كل المرشحين الذي تحدى البرد والمطر للقيام بتجمعين أو ثلاثة يومياً في «جولة تسونامي» بحافلة يجوب بها ساحات شبه الجزيرة.
ويستشعر برلوسكوني الخطر من المرشح الصحافي، ولا سيما قدرته على انتزاع أصوات منه في الشمال. لكن أزمة برلوسكوني لا تقف عند هذا الحد، إذ يبدو أيضاً أن الإعلان المفاجئ عن استقالة البابا بنديكتوس السادس عشر خلط بعض الأوراق، بحيث طغى على المقابلات والبرامج الحوارية التي حقق برلوسكوني من خلالها صعوداً لافتاً منذ كانون الأول. وقال المحلل السياسي روبرتو داليمونتي لوكالة «فرانس برس» «إن إعلان البابا حبس الهواء الذي كان يحرك شراع برلوسكوني وحجب عنه بعض الرؤية».
وسط هذه الأجواء، يبدو أن فضيحة جديدة تلاحق برلوسكوني، إذ طلبت مواطنة إيطالية اعتذاراً من رئيس الوزراء السابق بعدما مازحها في احتفالية بطريقة فجّة فيها إيحاءات جنسيّة، وذلك قبل أيام من الانتخابات البرلمانية.
وقالت أنجيلا برونو (30 عاماً)، الموظفة في شركة جروبو جرين باور للطاقة المتجددة في مقابلة مع قناة (لا 7) التلفزيونية، إن ابنتها البالغة من العمر 13 عاماً ظلّت تبكي لأيام بعدما شاهدت تسجيلاً مصوراً للموقف الذي وقع في مناسبة عمل ورد الفعل الذي نجم عنه. وقالت برونو في المقابلة «أريد اعتذاراً لكل النساء الإيطاليات لأنه ما كان ينبغي أن يتحمّلن إهانات مثل هذه، سواء في العمل أو خارجه».
وترجّح الاستطلاعات فوز اليسار بـ 33 الى 34% من الأصوات وهي نسبة ضئيلة، لكنها كافية لنيل غالبية مريحة في مجلس النواب وفق نظام الاقتراع الساري. يبقى أن أسوأ السيناريوهات أن تجد إيطاليا نفسها مساء الخامس والعشرين من شباط مع غالبيتين مختلفتين في مجلسي النواب والشيوخ اللذين لهما الوزن نفسه في إيطاليا.
(أ ف ب)