طغت المصالح الاقتصادية على زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى الهند التي استمرت ليومين، جوهرها صفقة أساسية، السلاح والتكنولوجيا النووية مقابل دعم باريس لمسعى نيودلهي للحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن. وجدّد هولاند، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ، تأكيده دعم باريس لترشيح الهند لمقعد دائم في مجلس الأمن الدولي. وقال «لدينا مواقف سياسية ندافع عنها في كل الهيئات الدولية: السلام والديموقراطية والحرية ومكافحة الاحتباس الحراري والتمييز الثقافي». وأضاف «آمل أن تتمكن الهند من الدفاع عن هذه المبادئ كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي، موضحاً أن من بين هذه المبادئ أيضاً مشاركة الهند في العمليات الكبرى لحفظ السلام وكذلك كل الهيئات بما فيها النووي المدني».
ووصل الرئيس الفرنسي الخميس إلى نيودلهي على رأس وفد ضم خمسة وزراء، ووفد ضخم من رؤساء كبرى الشركات في دليل على هيمنة الجانب الاقتصادي على الزيارة. وفور وصوله، ناقش الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ عدة صفقات كبرى تتضمن مبيعات طائرات رافال مقاتلة ومفاعلات نووية من فرنسا.
وقال سينغ «ناقشنا التقدم الذي تم إحرازه في مشروع محطة جايتابور النووية وأكدنا التزامنا بتطبيقه فور انتهاء المفاوضات التجارية والفنية».
ومن المقرر أن توفر شركة أريفا الفرنسية ستة مفاعلات نووية لمحطة جايتابور في ولاية ماهارشترا التي تديرها شركة الطاقة النووية الحكومية الهندية.
وكانت المفاوضات قد بدأت عام 2010 ولكن توقفت عقب كارثة فوكوشيما النووية حيث قرر الجانبان مراجعة التداعيات الأمنية. وأكد هولاند وسينغ أنه تم إحراز تقدم في المباحثات المتعلقة بشراء 126 طائرة رافال التي سوف يتم تصنيعها في شركة داسو الفرنسية للطيران. كذلك تم توقيع أربع معاهدات عقب مباحثات أمس بشأن التعاون في قطاعات الفضاء والسكك الحديدية والتعليم والثقافة. وأكد سينغ وهولاند على أهمية زيادة التعاون في مجال الدفاع بين البلدين. وقال سينغ إنه تم الانتهاء من المناقشات بشأن التطوير المشترك لصاروخ أرض ــ جو قصير المدى وفي انتظار موافقة الحكومة الهندية عليه.
وبعد سلسلة من خيبات الامل، سيشكل توقيع عقد طائرات الرافال النجاح الاول لتصدير هذه الطائرات الحربية الفرنسية التي شاركت في معارك افغانستان وليبيا ومالي.ويأمل رئيس مجلس ادارة داسو ومديرها العام ايريك ترابييه ابرام عقد بيع رافال إلى الهند قبل نهاية السنة، في المفاوضات الحصرية التي بدأت في كانون الثاني2012.
وتابع على هامش الزيارة إن «العلاقة السياسية والاستراتيجية الجيدة بين البلدين لا يمكن الا أن تكون نقطة جيدة لتقدم المفاوضات في مجالنا».
(أ ف ب)