كشفت روسيا أمس أنها تزوّد الحكومة الماليّة بأسلحة ناريّة، فيما تتزايد المخاوف من هجمات انتحارية في شمال مالي. وأعلن مدير الوكالة الروسية العامة المكلفة تصدير الأسلحة «روسوبورون اكسبورت»، أناتولي إيسايكين، أمس أن روسيا زوّدت سلطات مالي بأسلحة نارية، وأن المفاوضات جارية لتسليم المزيد من الأسلحة. وأوضح «لقد سلّمنا أسلحة نارية. وآخر عملية تسليم تمت قبل أسبوعين. المفاوضات جارية لعمليات تسليم إضافية بكميات صغيرة».
ميدانياً، قامت القوات الفرنسية في مدينة غاو شمال مالي، بتفكيك عبوة محلية الصنع، قالت إن زنتها تبلغ 600 كلغ من المتفجرات في وسط المدينة. وقال مراسل وكالة «فرانس برس» إن العبوة المؤلفة من أربعة براميل حديدية معبأة بمتفجرات وأسلاك كانت موضوعة في باحة منزل مهجور.
سياسياً، أعلنت الأمم المتحدة أمس أنها تعمل على إعداد «استراتيجية إقليمية» لمنطقة الساحل. وبدأ موفد الأمم المتحدة الخاص إلى منطقة الساحل، رومانو برودي، وممثل مجموعة دول غرب أفريقيا، سعيد جنيت، أمس، زيارة للمنطقة تستغرق ثلاثة أيام لبحث الوضع في مالي مع رؤساء الدول المجاورة، السنغال وموريتانيا وبوركينا فاسو والنيجر.
وفي سياق متصل، كشف رئيس عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة، إيرفيه لادسو، أن من المتوقع أن يتوصل مجلس الأمن الدولي الى اتفاق في غضون أسبوعين الى ثلاثة أسابيع لنشر قوة لحفظ السلام، يصل قوامها إلى 6000 جندي في مالي للمساعدة في تحقيق الاستقرار فيه. وأوضح لادسو في حديث إلى وكالة «رويترز» أن توافقاً يتكشف الآن في مناقشات مجلس الأمن بشأن نشر قوة لحفظ السلام «في الوقت المناسب».
وقال لادسو، متحدثاً في دبلن، «أعتقد أن مجلس الأمن سيدرس إصدار قرار في الأسبوعين أو الأسابيع الثلاثة المقبلة، وبعد ذلك يمكننا التحرك قدماً نحو النشر الكامل». وأكد أنه واثق من أن القوة ستكون جاهزة بحلول ذلك الموعد قبل الانتخابات في 31 تموز المقبل، مع اتخاذ مالي خطوات نحو استعادة الحكم الديموقراطي بعد انقلاب آذار من العام الماضي. وأضاف إنه سيتعيّن اتخاذ قرار بشأن طبيعة العلاقة بين قوة حفظ السلام الدولية وقوة عسكرية أفريقية تساندها المنظمة الدولية، لها بالفعل 3800 جندي على الأرض في مالي.
إلى ذلك، أعرب وزير الخارجية الكندي جون بايرد عن خشيته من أن يتطور الوضع في مالي، كما حصل في العراق وأفغانستان، مكرراً القول إن حكومته لن ترسل قوات قتالية إلى مالي. وقال، خلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية والتنمية الدولية في مجلس العموم، «يجب ألا أبقى حذراً حيال إرسال بعض العسكريين الكنديين إلى مالي وكما يطالب البعض». وأضاف «إن ما يجري على الأرض يتحول فعلاً إلى تمرد كما شاهدنا في العراق وأفغانستان».
وأعرب عن ارتيابه لناحية موافقة باماكو على بعثة دولية لحفظ السلام وكما ترغب فرنسا، موضحاً أن حكومته «لم تأخذ أي قرار بعد حول تقديم أو عدم تقديم تأهيل عسكري»، في حين سينشر الاتحاد الأوروبي خلال الأيام المقبلة 450 جندياً أوروبياً، بينهم 200 مدرب.
(أ ف ب، رويترز)