بدأ الاسلاميون في مالي «حرب الاستنزاف»، ونفذوا أول هجوم انتحاري أمس بعد اربعة اسابيع على التدخل الفرنسي، في حين وقعت مواجهات بين القوات الحكومية مع عناصر متمردة من قوات الأمن في باماكو. وذكر ضابط في الجيش المالي لوكالة «رويترز» أن الانتحاري كان يقود دراجة نارية وفجر نفسه عند نقطة تفتيش تابعة للجيش على بعد 100 كيلومتر شمالي مدينة غاو شمال البلاد، ما أسفر عن إصابة جندي. وقال العريف مامادو كيتا إن الرجل «وصل إلى مستوانا على دراجة نارية وكان من الطوارق، وحين اقتربنا منه فجر حزامه الناسف»، مضيفاً أن الانتحاري «قتل على الفور ولدينا جريح مصاب إصابة طفيفة».ويأتي الاعتداء غداة اعلان المتحدث باسم حركة الوحدة والجهاد في غرب افريقيا، أبو وليد الصحراوي، مسؤوليتها عن زرع الغام وشن هجمات على قوافل عسكرية واستخدام انتحاريين في هذه المنطقة. وقال الصحراوي إن «حركة التوحيد تقف وراء تفجير سيارتين للجيش المالي بين غاوو وهومبوري» (شمال)، مؤكداً أن مجموعته «تمكنت من إيجاد منطقة نزاع جديدة وتنظيم هجمات ضد مواكب وتدبير انتحاريين».
وفي وقت سابق أمس، كشفت مصادر عسكرية وشهود أن اطلاق نار كثيفاً وقع غربي العاصمة باماكو في تبادل لاطلاق النيران بين القوات الحكومية وعناصر متمردة من قوات الأمن في ثكنة لمقربين من الرئيس السابق امادو توماني تواري.
من جهة أخرى، انتشرت القوات الفرنسية والتشادية أمس في تيساليت في اقصى شمال شرق مالي، آخر معقل للمجموعات الاسلامية المسلحة على بعد حوالى 90 كلم من الحدود الجزائرية. وقالت رئاسة اركان الجيوش الفرنسية إن القوات الفرنسية استعادت السيطرة على تيساليت بعد عملية نفذتها القوات الخاصة.
وصرح المتحدث باسم رئاسة الاركان الكولونيل تييري بوركاهرد لفرانس برس بأن «عملية جوية ــ برية» نفذت ليلا، مضيفاً أن «مظليين فرنسيين في القوات الخاصة نزلوا في مطار تيساليت»، اضافة إلى 50 جندياً إضافيين أرسلوا لتأمين المنطقة.
في اطار متصل، وصلت الكتيبة الاولى من 70 عسكرياً اوروبياً سيتولون تدريب الجيش المالي، أمس إلى باماكو.
وقال الكولونيل الفرنسي برونو هيلوين آمر هذه الكتيبة «لقد جئنا لمساعدة الجيش المالي على السيطرة على كل الاراضي الوطنية ولكي يكون لمالي جيش جيد قادر على خوض معارك».
من جهة اخرى، اكد زعيم حركة تحرير السودان عبد الواحد نور، أمس، أن المقاتلين الاسلاميين الذين فروا من القوات الفرنسية في مالي شوهدوا في اقليم دارفور المضطرب غرب السودان من دون أن يحدد عددهم.
وقال زعيم الحركة التي تقاتل حكومة الخرطوم لوكالة «فرانس برس» في اتصال هاتفي «لقد شاهدناهم».
واضاف نور «بعد هزيمتهم انسحبوا من هناك وجاءوا ليجعلوا من منطقة جبل مره التي نسيطر عليها مركزاً لهم».
إلى ذلك، اكدت السفيرة الاميركية السابقة في مالي بين 2002 و2005، فيكي هادلستون، أن فرنسا دفعت 17 مليون دولار فدية لمتطرفين مرتبطين بتنظيم القاعدة يقاتلهم جنودها حالياً في مالي. وقالت إن المانيا ودولاً اخرى ــ باستثناء بريطانيا ــ وكندا، دفعت ايضاً اموال فدية صبت في مصلحة تمويل الجماعات الاسلامية المسلحة التي سيطرت على شمال مالي العام الماضي. ورجحت ان يكون المبلغ الاجمالي الذي دفع كفدية 89 مليون دولار بين عامي 2004 و2011. ولكنه دفع عبر وسطاء من بينهم الجيش المالي.
(أ ف ب، رويتزر)