واشنطن | كثّف المرشح لمنصب وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل اتصالاته مع العديد من أعضاء مجلس الشيوخ، وخصوصاً المحسوبين على اللوبي اليهودي _ الإسرائيلي، في محاولة لتذليل أي عقبة قد تواجهه في الحصول على تصديق مجلس الشيوخ على ترشيحه في جلسة الاستماع التي تعقدها لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الشهر المقبل، والتي يتوقع أن يثير فيها أنصار إسرائيل مواقفه تجاه إسرائيل والملف النووي الإيراني وقضايا المنطقة العربية. والتقى هاغل أول من أمس العضو الديموقراطي البارز في مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك، المحسوب على اللوبي اليهودي الإسرائيلي، تشارلز تشومر، الذي سعى إلى الضغط على هاغل في عدد من القضايا المتعلقة بالشأن الإيراني وإسرائيل.
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد نقلت عن تشومر قوله إنّه يمكن أن يقتنع بدعم هاغل، وذلك اعتماداً على نتائج الاجتماع بينهما، موضحةً أنّ ترشيح هاغل كان قد قابله الجمهوريون والديموقراطيون المنحازون بشدّة إلى الجماعات اليهودية بالشك وروح العداء. ووفقاً لما ذكره مصدر مطّلع، فإن تشومر طلب من هاغل توضيح بعض التصريحات التي تراجع عنها لاحقاً بشأن إيران وإسرائيل، كما سعى إلى الضغط على هاغل بشأن وجهات نظره في ما يتعلق بحقوق الشاذين جنسياً والإجهاض.
ويعكس قلق تشومر العميق، القلق المتنامي لدى العديد من جماعات الدفاع عن إسرائيل، ويأتي نتيجة لتخوّفه من مواقف هاغل بشأن التهديد النووي الذي تمثّله إيران، حيث قال هاغل إن «توجيه ضربة عسكرية لإيران ستكون له نتائج عكسية».
وذكرت «نيويورك تايمز» أن «شومر يعتريه القلق أيضاً بسبب تعليقات هاغل التي تبدو كأنها تهدف إلى دعم استراتيجية الاحتواء، والتي تتضمن قبول الولايات المتحدة تطوير إيران لسلاح نووي، في الوقت الذي تسعى فيه لمنع حدوث سباق تسلح نووي في منطقة الشرق الأوسط». وأضافت أن «آراء هاغل أيضاً بشأن الجماعات الإسلامية المتشددة كجماعة حزب الله تعدّ موضع قلق، لا سيما أنه كان من بين عدد قليل من أعضاء مجلس الشيوخ الذين رفضوا التوقيع على رسالة إلى الاتحاد الأوروبي تدعوه إلى إدراج حزب الله كمنظمة إرهابية».
وكانت جماعات يهودية، التقت أخيراً بتشومر، قد أبدت تحفظاتها على المعارضة العلنية لترشيح هاغل تخوّفاً من أن يؤجّج ذلك من حدّة التوترات مع إدارة باراك أوباما ويعمّق الصعوبات القائمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، علاوة على ذلك، سيكون هناك تدهور شديد في العلاقات بين إدارة أوباما وتشومر في حال عارض هذا الأخير ترشيح هاغل.
وفي موازاة هذه القلاقل، تلقّى هاغل الأسبوع الماضي مزيداً من التأييد لترشيحه، حيث أعرب وزير الخارجية الأميركي الأسبق كولن باول عن تأييده للترشيح، مشدداً على أنه من أبرز مؤيّدي دولة إسرائيل، ولم يستبعد أن يستخدم الأخير القوة ضد إيران. وقال باول، في مقابلة مع شبكة التلفزيون الأميركية «إن بي سي» يوم الأحد الماضي، إن «هاغل مؤهل جداً لمنصب وزير الدفاع الأميركي، وسيكون من أبرز داعمي الجنود الأميركيين». وأضاف أن هاغل «سيكون حذراً بتعريض حياة الجنود للخطر، لأنه سبق أن عرضت حياته لخطر، في إشارة إلى إصابته الخطرة خلال خدمته العسكرية في فيتنام». وشدد على أن هاغل يعرف ما معنى الحرب وسوف يخوض حرباً في حال وجدها ضرورية، لكنه شخص سيقوم بذلك بحذر وبعد مناقشات.
ولم يستبعد باول أن يستخدم هاغل القوة ضدّ إيران، وقال «أعتقد أن تشاك هاغل قال إنه لا شيء يبقى إلى الأبد غير مطروح على الطاولة، لكنه أحد الذين يؤمنون بأفق التفاوض».
وتعليقاً على الانتقادات التي يتعرض لها هاغل على خلفية قوله إن اللوبي اليهودي يخمد أصوات الكثيرين في الكونغرس، شدد باول على أنه «قال اللوبي الإسرائيلي وليس اليهودي»، مشدداً على أن «هاغل هو من أبرز داعمي إسرائيل، لكن هذا لا يعني الموافقة على كل موقف تتّخذه الحكومة الإسرائيلية».