لم يخفِ السيناتور الأميركي جون ماكين فرحته بانهيار العملة الروسية والوضع السيّئ الذي يمر به الاقتصاد الروسي، شاكراً السعودية على الخطوة التي أدت إلى ذلك، ليأتي كلامه أول من أمس مواجهاً لكلام وزير النفط السعودي، علي النعيمي، الذي كان قد نفى في وقت سابق من يوم الأحد وجود أي مؤامرة نفطية من جانب المملكة تجاه أزمة النفط، مؤكداً أن سياسة السعودية النفطية مبنية على أسس اقتصادية بحتة لا أقل من ذلك ولا أكثر.ولكن ماكين قال في مقابلة مع شبكة «سي أن أن»، إن السعودية «مسؤولة عن انهيار الاقتصاد الروسي أكثر من مسؤولية سياسات الرئيس الأميركي باراك أوباما».

وأضاف ماكين: «علينا تقديم الشكر للسعودية التي سمحت لسعر برميل النفط بالهبوط إلى درجة تؤثّر بصورة كبيرة على اقتصاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين». كذلك رأى أن «سياسة الرئيس الأميركي لا علاقة لها»، مشيراً إلى ما يمر به الاقتصاد الروسي من صعوبات في الفترة الأخيرة.
ويأتي كلام ماكين في وقت أعلن فيه وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، أن بلاده مستعدة لمساعدة روسيا إذا احتاجت إلى ذلك، ولكنه أعرب في الوقت ذاته عن اعتقاده بأن «موسكو لديها القدرة على التغلب على مشاكلها الاقتصادية الحالية».
ونقلت صحيفة «تشاينا ديلي» الرسمية عن وانغ قوله للصحافيين، أمس، إن روسيا تملك أيضاً «الحكمة» للخروج من هذه الصعوبات. إلا أنه أضاف أنه «إذا احتاج الجانب الروسي فسنقدم المساعدات اللازمة في نطاق إمكانياتنا»، مشيراً إلى أن كلا البلدين يساعد الآخر باستمرار.
أما على الجانب الغربي، فقد قالت متحدثة باسم الحكومة الألمانية إن بلادها لا ترى سبباً يدعو الاتحاد الأوروبي إلى التفكير في تغيير نظام العقوبات المفروضة على موسكو في الوقت الحالي.
وأضافت كريستيان فيرتز، في مؤتمر صحافي، أن انتهاء أمد العقوبات العام المقبل، يمثل «لحظة فارقة» لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت ستستمر وعلى أي شكل. وقالت فيرتز: «نتفق جميعاً حالياً على أنه لا ينبغي فرض عقوبات جديدة. وما استمرت أسباب العقوبات إذن لا يوجد سبب يدعو إلى التفكير في رفع العقوبات بغض النظر عن الفترة الزمنية المتفق عليها».
وجاءت هذه التصريحات بعدما قال وزير الخارجية، فرانك فالتر شتاينماير، لمجلة «دير شبيغل» الألمانية الأسبوعية، إنه يخشى زعزعة الاستقرار في روسيا إذا لم يتم تخفيف عقوبات الاتحاد الأوروبي. وأضاف مشيراً إلى الانخفاض الشديد في قيمة الروبل الروسي وتراجع أسعار النفط العالمية، ما سبب أزمة اقتصادية ومالية في روسيا «لا يمكن أن يكون من مصلحتنا أن يخرج هذا عن نطاق السيطرة».
أما من الناحية الأوكرانية وتأثير الوضع الاقتصادي الروسي عليها، فقد اعتبر رئيس لجنة الدوما الروسية للشؤون الدولية، ألكسي بوشكوف، أن الاتحاد الأوروبي لا يعرف كيفية إعادة بناء الاقتصاد الأوكراني، من دون مشاركة روسيا.
وقال بوشكوف في تغريدة على صفحته على موقع «تويتر»: «في حديث إلى الوكالة الإيطالية أثرت مسألة هي: كيف يريد الاتحاد الأوروبي إنعاش الاقتصاد الأوكراني المنهار من دون روسيا؟ لا يوجد لدى الاتحاد الأوروبي جواب، ولن يعثر عليه».
وفي سياق متصل، هدّد مسؤول في وزارة الطاقة الأوكرانية بقطع الكهرباء عن منطقتين خاضعتين لسيطرة الانفصاليين في شرقي البلاد، إذا لم تلتزما بقيود الاستهلاك التي فرضت على جميع المناطق نتيجة أزمة الطاقة.
وقال نائب وزير الطاقة، أولكسندر سفيتيليك، للصحافيين: «نحتاج إلى قيود على الجميع من أجل إنقاذ نظام الطاقة. لن تكون هناك مناطق في أوكرانيا لا تخضع لقطع دوري في الكهرباء». وأضاف أنه يتعين على منطقتي دونيتسك ولوهانسك، اللتين يسيطر عليهما الانفصاليون المطالبون بالاستقلال، أن ترشدا استهلاك الكهرباء وإلا تعرضتا لقطع كامل للتيار.
وعلى خط مواز، أجرى نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الأوكراني بيترو بروشينكو، بحثا خلاله التطورات شرقي أوكرانيا والجهود الدبلوماسية المبذولة من أجل دعم تطبيق اتفاقية مينسك.
وذكر بيان صادر عن البيت الأبيض أن بايدن وبروشينكو بحثا أيضاً الوضع الاقتصادي في أوكرانيا، والإصلاحات الشاملة التي تطبقها حكومة كييف، مضيفاً أن الرئيس الأوكراني أعرب عن شكره للإدارة الأميركية التي أقرّت القانون الذي وقّع عليه الرئيس الأميركي باراك أوباما، بخصوص إرسال مساعدات تتضمن أسلحة إلى أوكرانيا. كذلك أثنى على قرار فرض عقوبات جديدة على القرم، وتشديدها القيود على التجارة معها.
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)