أعلن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن العالم لم يعد «يدق طبول الحرب» ضد إيران، عازياً ذلك إلى المفاوضات النووية التي تجريها طهران مع الغرب، في وقتٍ رأت فيه المنظمة الذرية الايرانية أن ادعاءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن البعد العسكري المحتمل لبرنامجها النووي «ملفقة ومزيفة».
وأكد ظريف أن قرار استئناف المفاوضات التي تسعى إلى التوصل إلى اتفاق نهائي وشامل مع مجموعة دول (5+1) حول البرنامج النووي لبلاده، «خفّف من التوتر ولن يكون هناك عودة عنه». إلا أن ظريف الذي قاد وفد بلاده في المفاوضات مع القوى الست، الشهر الماضي، وتمّ خلالها تمديد المهلة للتوصل إلى اتفاق نهائي حتى 30 حزيران المقبل، نفى أن يكون فريقه يؤخر التفاوض للحصول على اتفاق أفضل، حيث قال «كانوا يعتقدون أن الإيرانيين يقتلون الوقت ويفاوضون كتجار سجاد، ويقدمون تنازلات في اللحظات الأخيرة»، معتبراً أن «هذا المفهوم الخاطئ لطريقة تصرفنا أدى إلى عدم تحقيقنا لأهدافنا في المفاوضات».
وقال ظريف، في كلمة لطلاب في طهران، «بفضل هذه المفاوضات فقد أصبحت الجمهورية الاسلامية في إيران أكثر أماناً، وأقل عرضةً من السابق»، مضيفاً: «لم يعد أحد يستطيع بعد الآن دق طبول الحرب، وقد اختفى الجو العدواني ضدنا، وأدرك العالم أن التفاهم المتبادل والمصالح المشتركة يمكن أن تؤدي إلى اتفاق».
وأكد ظريف أن الاحترام لإيران ازداد منذ استئناف المحادثات رسمياً في 2013، إلا أن عملية التفاوض «أعاقها وجود مفهوم خاطئ عند الغرب بشأن الكيفية التي يتفاوض فيها المسؤولون الإيرانيون».

من جهةٍ أخرى، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن التحدي الحقيقي هو تحسين الاقتصاد الايراني بعد سنوات من العقوبات. قائلاً إن «المسار المستقبلي للبلاد هو مسار التنمية والتقدم والأمل». وأضاف، في تصريحات في مدينة جرجان الشمالية حيث سيفتتح اليوم خطاً للسكك الحديد يربط بين كازاخستان وتركمانستان «لقد قبل العالم حقيقة أن الوقت قد حان لإنهاء هذه العقوبات الجائرة. واليوم يحتاج العالم إلى إيران لأمن المنطقة والعالم، وكذلك للازدهار الاقتصادي العالمي والاقليمي».

من جهته، أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي، علي لاريجاني، أول من أمس، أن المفاوضات النووية حققت بعض التقدم، قائلاً إن تقييمه هو أنها لم تكن سلبية. ورأى لاريجاني، في مقابلةٍ تلفزيونية، أن من الطبيعي تمديد فترة المفاوضات، لكون بعض القضايا كانت بحاجة إلى المزيد من الوقت للوصول إلى نتيجة فيها.

وفي المسألة النووية أيضاً، أعلنت المنظمة الايرانية، فی مذكرة توضيحية وجهتها إلی الوكالة الدولية، أن الأخيرة لم تقدّم لغاية الآن أي وثيقة تؤكد مزاعمها بشأن الشق العسكري المحتمل لبرنامجها النووي، فی حين قدمت طهران خلال جلساتها مع الوكالة فی شهري تشرين الأول وتشرين الثاني الماضيين، أدلة تثبت زيف وثائق الوكالة. وكانت الأخيرة قد أعلنت، في أحدث تقرير لها في شهر تشرين الثاني الماضي، أن إيران «امتنعت عن الرد على الأسئلة المرتبطة بالأبعاد العسكرية المحتملة لبرنامجها النووي، مطالبةً إيران بالرد على أسئلتها.
وأضافت المذكرة أن وثائق الوكالة، «مليئة بالأخطاء والأسماء الملفقة بألفاظ خاصة تشير إلی أن واحداً من أعضاء الوكالة فقط لفَّق هذه الوثائق».

(أ ف ب، فارس)