دخل المفاوضون في الملف النووي الإيراني، أمس، في فيينا في محادثات الفرصة الأخيرة، في سعي للتوصل إلى اتفاق يجنّب تمديد المفاوضات، ويضع حدّاً لنزاع مضى عليه 12 عاماً بين إيران والغرب. وسيكون اليوم حاسماً، إما للتوصل الى اتفاق سياسي حقيقي، أو للبحث في تمديد جديد للمفاوضات، قد يكون بالغ الخطورة سياسياً.
وفيما رشحت إمكانية كبيرة لتمديد المفاوضات، من خلال التصريحات الإيرانية والغربية، إلا أن وكالات الأنباء الإيرانية نقلت عن مصادر قريبة من الفريق المفاوض تأكيدها أنه لم يتم الاتفاق على التمديد، وأن إيران لن توافق على هذا ذلك، في وقت أكد فيه رئيس وكالة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، لقناة «المنار»، أنه «عاجلاً أو آجلاً، ستوقع إيران ومجموعة 5+1 اتفاقاً».
وكانت وكالة «فرانس برس» قد نقلت، في وقت سابق أمس، عن مصدر إيراني تلميحه إلى الرغبة الإيرانية في تمديد المفاوضات. وقال المصدر «كنا نفضل بالطبع التوافق السياسي العام، لكن إذا أخفقنا في تحقيق ذلك، فإن تمديد اتفاق جنيف سيكون أهون الشرين»، موضحاً أن ذلك «قد يكون لستة أشهر أو سنة».
ويأتي هذا التصريح في موازاة تصريح آخر لمسؤول إيراني مشارك في المفاوضات، بأنه «بالنظر إلى الفترة القصيرة المتبقية حتى انقضاء المهلة المحددة والخلافات التي لا تزال عالقة بين المفاوضين، من المستحيل التوصل الى اتفاق بحلول 24 تشرين الثاني». وفي الإطار ذاته، أشار مصدر أوروبي مطّلع على المباحثات إلى أن «من المستحيل التوصل الى اتفاق نووي شامل بحلول الموعد المقرر»، مؤكداً عدم إحراز تقدّم ملموس بشأن القضايا الرئيسية العالقة، سواء في ما يتعلق بقدرات تخصيب اليورانيوم الإيرانية، أو في رفع العقوبات المفروضة على طهران.
وكانت واشنطن بدورها قد أشارت، السبت، للمرة الأولى الى احتمال تمديد المفاوضات. وتحدث وزير الخارجية الأميركي عن «فجوات كبيرة» لا تزال تقف حائلاً من دون التوصل إلى اتفاق، فيما أكد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أن خلافات مهمة لا تزال قائمة مع طهران، مشدداً على عزلة إيران على الساحة الدولية.
وقال أوباما في مقابلة مع شبكة «ايه بي سي» سجلت الجمعة وبثت أمس، إن «السؤال هو معرفة ما إذا كان في الإمكان التوصل إلى اتفاق دائم أكثر» من الاتفاق المرحلي الذي ينتهي مساء اليوم. ولفت إلى أن «الخلافات تبقى كبيرة»، مضيفاً إن «الأسرة الدولية بكاملها إلى جانبي وهم (الإيرانيون) معزولون تقريباً».
ورداً على سؤال عن تطبيع محتمل للعلاقات مع إيران في حال التوصل إلى اتفاق حول النووي، قال الرئيس الأميركي إن هناك مشاكل لا تزال قائمة وذكر منها «الدعم الإيراني للأنشطة الإرهابية في المنطقة» وموقف طهران حيال إسرائيل.
وصباح أمس،عقد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، ونظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، لقاء على انفراد للمرة الخامسة منذ مساء الخميس بإشراف المفوضة الأوروبية كاثرين آشتون. وقال مصدر قريب من الفريق النووي الإيراني لوكالة «ارنا»، إن الاجتماع «كان إيجابياً»، ولكنه لفت الانتباه إلى أن «أمامنا الكثير من العمل»، موضحاً أن «من المبكر الحديث عن النتيجة». وفي لقاء آخر عقد مساءً، بحث كيري وظريف إمكانية تمديد المفاوضات، وفق ما أفاد مسؤول أميركي في وزارة الخارجية. ولكنه أكد في الوقت ذاته، أن «تركيزنا يظل على اتخاذ خطوات للأمام نحو إبرام اتفاق».
وأجرى كيري مزيداً من المشاورات، خلال اجتماعات أو عبر الهاتف، مع نظرائه الأوروبيين والعرب والأتراك، ومع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو الذي جدّد تحذيره أمس، من أن التوصل إلى إبرام «اتفاق سيئ» سيكون «خطأ تاريخياً». وقال لشبكة «ايه بي سي»: «نبذل كل ما في وسعنا لحضهم (أميركا والقوى الكبرى) على عدم توقيع اتفاق سيئ».
وأيضاً في إطار المباحثات النووية، التقى وزير الخارجية الأميركي نظيره السعودي، سعود الفيصل، في طائرة الأخير في مطار العاصمة النمسوية، بحسب ما أفاد دبلوماسيون.
(الأخبار، رويترز، أ ف ب، ارنا)