إيران | خاض وزير الخارجية الأميركي جون كيري وعدد من وزراء الخارجية الأجانب، أمس، يوماً حافلاً من المحادثات المتعلقة ببرنامج إيران النووي في فيينا، قبل ثلاثة أيام من مهلة 24 تشرين الثاني، للتوصل إلى اتفاق نهائي. وسادت حالة من الارتباك بشأن خطط وزير خارجية إيران، محمد جواد ظريف، وأيضاً في ما يتعلق بخطط وزير الخارجية الأميركي جون كيري.
فقد صرّح مصدر إيراني في وقت سابق بأن ظريف يمكن أن يعود إلى طهران لإجراء مشاورات، الأمر الذي أثار توقعات بحدوث بعض التقدم، إلا أنه عاد وقال لاحقاً إنه سيبقى في فيينا. وأشار المصدر إلى عدم تحقيق تقدّم في المفاوضات مع الدول الست حول الملف النووي. وقال إن المحادثات حول «أفكار» عرضها الجانب الإيراني «لم تصل إلى نقطة تستوجب توجه ظريف إلى طهران لعرضها هناك. وبالتالي فإنه لن يتوجه إلى طهران».
كذلك، أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أن كيري سيلتقي جواد ظريف مرة أخرى، في وقت لاحق الجمعة، بعدما كان قد أعلن سابقاً أنه سيترك المحادثات النووية لحضور اجتماعات في باريس. وقال المسؤول إن «الوزير كيري سيلتقي مع (وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي السابقة كاثرين) آشتون ووزير الخارجية الإيراني (جواد) ظريف الليلة» الجمعة.
وكان كيري قد التقى ظريف مرتين بحضور آشتون، خلال هذه الجولة من المحادثات في فيينا، الأولى أول من أمس الخميس، والمرة الثانية أمس.
وفي موازاة ذلك، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من موسكو، أن «جميع العناصر متوافرة» للتوصل إلى اتفاق، معتبراً أن المفقود هو فقط «الإرادة السياسية». وقال لافروف، أمام صحافيين في موسكو: «نحن ملتزمون بتقييمنا بأن كل العناصر من أجل التوصل الى اتفاق متوافرة، وأن مهمة الدبلوماسيين هي الآن ترتيبها وإظهار الإرادة السياسية»، وذلك إثر تباحثه مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل.
ودعا وزير الخارجية الروسي مفاوضي مجموعة الدول الست وإيران إلى التوصل لاتفاق، «يقوم على موازنة المصالح ولا يشهد محاولات في اللحظة الأخيرة لانتزاع أمور غير واقعية».
وقال: «أنا افترض أن المنطق والرغبة في التوصل إلى تسوية حول هذه المشكلة الطويلة الأمد سيسودان في النهاية».
ولم يستبعد لافروف في وقت لاحق، خلال محادثة هاتفية مع نظيره الأميركي جون كيري، عقد اجتماع وزاري لمجموعة «5+1» حول الملف النووي الإيراني «في الأيام المقبلة، إذا ما لاحت في الافق إمكانية إحراز تقدم»، بحسب بيان لوزارة الخارجية الروسية. وأوضح البيان أن الوزيرين شددا، خلال هذه المحادثة التي تمت «بمبادرة أميركية»، على «ضرورة القيام بجهود إضافية للتوصل إلى اتفاقات ملموسة خلال المهل المحددة».
بدوره، دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إيران إلى «اقتناص الفرصة» المتاحة في فيينا، للتوصل إلى اتفاق حول برنامجها النووي. وقال عند وصوله إلى العاصمة النمسوية حيث تدخل المفاوضات بين إيران والقوى الكبرى مرحلتها الأخيرة: «أنا هنا سعياً لاتفاق جيد يكون مفيداً للأمن والسلام»، مضيفاً: «نأمل أن تقتنص إيران هذه الفرصة».
كذلك أشار وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، قبل مغادرته العاصمة النمسوية، إلى أنه «جرت سلسلة من المناقشات المفيدة» إلا أن «ثغرات كبيرة» لا تزال موجودة. وأضاف أن «ما ستكسبه إيران كبير جداً»، داعياً الإيرانيين إلى إبداء المزيد من المرونة. وقال: «في المقابل نحن مستعدون لإبداء بعض المرونة من جانبنا».
وفي سياق المواكبة الإعلامية الغربية للمفاوضات، أكدت صحيفة «فايننشل تايمز» البريطانية، أمس، أهمية التوصل إلى اتفاق شامل حول برنامج إيران النووي، كي لا تلجأ طهران إلى موسكو لتزويدها بالمعدّات العسكرية التي لا تستطيع شراءها من الغرب، ومساعدتها أيضاً في المجالات المدنية.
وأوضحت الصحيفة أن الضغوط السياسية والاقتصادية المشابهة التي تتعرض لها طهران وموسكو من الغرب، قد طورت علاقات قوية بين البلدين منذ الثورة الإسلامية في إيران، ومع تدهور العلاقات بين أميركا وروسيا مؤخراً تكثفت هذه العلاقات.
وفي تقرير آخر، ذكرت الصحيفة أنه مع اقتراب انتهاء المهلة المقررة، يوم الاثنين المقبل، فإن المفاوضات ستجري على ثلاثة مستويات؛ المستوى الأول «هو محاولة مكثفة للتوصل إلى اتفاق نهائي، الأمر الذي من شأنه وضع قيود شديدة على أنشطة إيران النووية، مقابل تخفيف العقوبات عليها».
أما على المستوى الثاني، فـ«على الأرجح سيعلن الدبلوماسيون تمديداً آخر للمحادثات، التي من المحتمل أن تعطيهم مهلة حتى شهر شباط، قبل أن يبدأ الكونغرس الأميركي، الذي سيطر عليه الجمهوريون مؤخراً، بتكوين رأيه في المسألة».
ولكن بين المستويين هناك مستوى ثالث للمفاوضات، و«هو بداية لعبة إلقاء اللوم بين الولايات المتحدة وإيران، لتحديد الجهة التي ستكون مسؤولة عن فشل المفاوضات حال حدوث ذلك».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، مهر)