باريس تكثّف تنسيقها مع واشنطن ولندن ضد الإرهاب

  • 0
  • ض
  • ض

استغلّت باريس هجوم لندن قبل يومين، لتعلن، بالتوازي، مع بريطانيا والولايات المتحدة التضامن والتعاون في مواجهة «داعش». وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أجرى اتصالاً هاتفياً برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، اتفقا فيه على «زيادة تعاونهما في مكافحة التنظيم، وتبادل المعلومات الاستخبارية». وفي وقت لاحق، أجرى هولاند اتصالاً بالرئيس الأميركي، باراك أوباما، حيث كرّرا عزمهما على «تشكيل جبهة مشتركة في مواجهة تهديد مشترك». وردّت بريطانيا على هجوم لندن بقصف مواقع «داعش» في سوريا. وقال وزير الدفاع البريطاني، مايكل فالون، للصحافيين، أثناء زيارته القاعدة الجوية البريطانية، في قبرص، «نفذنا هجوماً على حقل نفطي في سوريا»، ليل السبت. وأعلن فالون أن «الضربات التي يشنها سلاح الجو البريطاني ضد «داعش» ستجعل شوارع بريطانيا «أكثر أمناً»، مضيفاً «مع توسيع عملياتنا إلى سوريا، فإن ذلك يعني أننا نضرب الإرهابيين بشكل أقسى في معقلهم». وكان الإرهاب قد ضرب بريطانيا، بعد فرنسا، والولايات المتحدة، وتحديداً في العاصمة لندن. ورغم أن الفرضية الأقوى، هي «عمل إرهابي»، إلا أن الحسم لا يزال مرهوناً بانتظار التحقيقات مع منفذ الاعتداء، أو تبني «داعش» للهجوم.

منفذ هجوم لندن صاح: «هذا من أجل سوريا»
وأصيب ثلاثة أشخاص، في الهجوم الذي وقع عند السابعة من مساء السبت، في محطة ليتونستون لمترو الأنفاق، شرقي لندن. وأعلنت الشرطة البريطانية «إصابة رجلٍ بجروح بالغة، جرّاء تعرضه للطعن بسكّين، إلا أن إصابته لا تشكّل خطراً عليه». أما الآخران فإصابتهما طفيفة. وبحسب شهود عيان، صاح المنفّذ، الذي لم تُكشف هويته بعد، «هذا من أجل سوريا»، إلا أن الشرطة البريطانية رفضت تأكيد هذه المعلومة، بحسب وكالة «فرانس برس». وتمكنت الشرطة من شلِّ حركة المهاجم، باستخدام صاعق كهربائي، واقتادته إلى مركز الشرطة شرقي العاصمة البريطانية، حيث لا يزال موقوفاً. ويأتي الهجوم في الأسبوع، ذاته، الذي صوّت فيه البرلمان البريطاني لمصلحة توسيع نطاق الغارات الجوية» ضد «داعش»، ليشمل سوريا، إلى جانب العراق. وتتعامل السلطات البريطانية مع الهجوم على أنه «عمل إرهابي»، إذ تتولى شرطة «مكافحة الإرهاب» التحقيق في هجوم المحطة. ودعا قائد شرطة «مكافحة الإرهاب، ريتشارد والتون، «الناس إلى البقاء هادئين ولكن متيقظين ومتنبهين، لأن تهديد الإرهاب يبقى عالياً». وتسري في بريطانيا حالة تأهب «حاد»، وهي ثاني أعلى مستويات التأهب، في إشارة إلى توقّع السلطات هجوماً مسلحاً آخر. في المقابل، وفي سياق الحرب التي تقودها الولايات المتحدة، على «داعش»، بتحالف دولي، بدأ الجيش الأميركي يعاني من نفاد ذخائره، نظراً «إلى استمرار الحملة العسكرية ضد التنظيم في سوريا والعراق منذ أكثر من عام»، بحسب ما نقلته شبكة «فوكس نيوز»، عن رئيس أركان القوات الجوية الأميركية، الجنرال مارك ويلش. وشدّد على «ضرورة توفير التمويل اللازم لضمان استمرار حرب طويلة المدى ضد التنظيم»، موضحاً أن «المسؤولين يبحثون عن استراتيجية طويلة المدى لتمويل هذه العمليات». من جهته، سيلقي أوباما، فجر اليوم، خطاباً يتناول فيه «الجهود التي تبذلها إدارته لمكافحة الإرهاب، وكيفية تطوره وهزيمته»، بعد خمسة أيام على هجوم كاليفورنيا، الأربعاء الماضي. وسيتضمن الخطاب، بحسب بيان صادر عن الرئاسة الأميركية، «الخطوات التي تتخذها الحكومة … لإبقاء الأميركيين آمنين»، مشيراً إلى أن «الرئيس سيتحدث عن سير التحقيق في هجوم سان برنادينو». أما اللافت في الخطاب، فهو مكان إلقائه، في المكتب البيضاوي، وهو أمر نادر. ففي آب 2010، ألقى أوباما آخر خطاب من هناك، عندما أعلن انتهاء «العمليات القتالية» في العراق. وعلى الرغم من تبني «داعش» اعتداء كاليفورنيا، ووصفه بأن المنفذين هما من «أنصار الدولة»، أعلن البيت الابيض أن فريقاً من كبار المسؤولين، بينهم مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي «أف بي آي»، جيمس كومي، ووزيرة العدل، لوريتا لينش، ووزير الأمن القومي، جيه جونسون، أبلغ أوباما أنه «ليس هناك أي مؤشر إلى أن القاتلين كانا ينتميان إلى مجموعة منظّمة أو أنهما جزء من خلية إرهابية أوسع». إلى ذلك، حذّر نائب المستشارة الألمانية ووزير الاقتصاد الألماني، زيغمار غابرييل، السعودية «من تمويل الجماعات المتطرفة داخل ألمانيا». وقال غابرييل في تصريحٍ لصحيفة «بيلد أم زونتاج» الألمانية، إن «المساجد ذات الأصول الراديكالية في جميع أنحاء العالم يتم تمويلها ... ويتعين توضيح هذا الأمر للسعوديين، لأن فترة التغاضي قد مضت». وأضاف إن «الوهابية تمد الإيديولوجية التامة لداعش، وتسهم أيضاً في تطرف مسلمين معتدلين في دول أخرى»، مضيفاً إن «مثل هذا الشيء لا نحتاج إليه ولا نرغب به في ألمانيا». (أ ف ب، رويترز)

0 تعليق

التعليقات