الملا منصور «حيٌّ أم ميت» ... وألمانيا باقية في أفغانستان

  • 0
  • ض
  • ض

حاولت حركة «طالبان» نفي ما يُشاع عن مقتل زعيمها، الملا أختر منصور، إلا أنها اصطدمت بتكذيبٍ من قادة الحركة، أنفسهم. ونشرت الحركة تسجيلاً صوتياً من 16 دقيقة، قالت إنه «رسالة من الملا»، وذلك بعدما كَثُرَ الحديث عن مقتل زعيم الحركة، وسط تقاطع للمعلومات من مسؤولين كبار في الاستخبارات الأفغانية، وآخرين من طالبان، أكّدوا مقتل منصور وقياديين آخرين، الثلاثاء الماضي، في تبادل لإطلاق النار في باكستان. ووفقاً للتسجيل الصوتي، المنسوب لمنصور، «سجلت هذه الرسالة كي يعلم الجميع أنني على قيد الحياة، وأن الشائعات التي أفادت بأنّي أصبت أو قتلت في كوشلاك، (قرب كويتا في باكستان، غير صحيحة». وشكك مسؤولون كبار في الحركة في صحّة الرسالة الصوتية المنسوبة إلى منصور، فيما أعلنت السلطات الأفغانية أنها تحاول التحقق من ذلك. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول كبير في «طالبان»، قوله «التسجيل مزور، ونحتاج إلى إثباتات إضافية ... أعتقد أنه مات»، معتبراً أن الحركة، التي تشهد انقساماً منذ تعيين الملا منصور، في الصيف الفائت، خلفاً لزعيم الحركة، الملا محمد عمر، إلى «كسب الوقت لتعيين زعيم جديد، والتعافي من هذه الصدمة المفاجئة». وأظهرت المواجهة التي شهدتها الحدود الباكستانية ــ الأفغانية، الثلاثاء الماضي، الانقسامات العميقة داخل الحركة، والتي شهدت رسمياً في الشهر الماضي، أول انقسام داخلي بعد ظهور فصيل منشق عنها. إضافةً إلى أن تنامي «داعش» في البلدين، يزيد من هذه الانشقاقات، ومن خطر وقوع اشتباكات داخل الحركة نفسها. وعلّق أحد مسؤولي «طالبان» بالقول «بعد الاستماع إلى الرسالة، لم أقتنع بأنّه منصور»، فيما أكّد مسؤول ثالث أنّ زعيم التنظيم توفّي الخميس متأثّراً بجراحه. أما المتحدّث باسم الحكومة الأفغانية، سلطان فائضي، فرأى أنه «غير واثق من صحة التسجيل»، مؤكداً في تغريدة له على «تويتر» أن الحكومة ستجري «تقييماً خاصاً». وأكّدت وكالة «باجهوك»، الأفغانية، عن مصدر مقرّب من «طالبان»، أنّه «عُيّن الملا هبة الله زعيماً جديداً للحركة بعد مقتل الملا منصور». وفي موازاة ذلك، أكّدت وزيرة الدفاع الألمانية، أورزولا فون دير لاين، «بقاء» القوات الألمانية في أفغانستان. وأضافت الوزيرة، المنتمية إلى حزب المستشارة أنجيلا ميركل، إن «حالة عدم الوضوح حول انسحاب القوات كلفتنا جزءاً كبيراً جداً من الثقة خلال السنوات الماضية». ووصلت فون دير لاين إلى معسكر القوات الألمانية، في مزار الشريف في أفغانستان، مساء أمس، وعبّرت عن سعادتها لتغيّر «المناخ السائد بين الشركاء». وكان وزراء خارجية حلف «شمالي الأطلسي»، قد قرّروا الثلاثاء الماضي، وقف إبقاء القوات الدولية في أفغانستان لمدة عام آخر، بسبب الوضع الأمني المتوتر في البلاد، في حين، سيرتفع عدد قوات الجيش الألماني في أفغانستان من 850 إلى 980 جندياً. في سياق آخر، أشارت تقارير صحافية ألمانية إلى أن تقديرات الجيش الألماني تفترض عودة «طالبان» إلى السلطة في أفغانستان، والاستيلاء عليها، في العام المقبل»، نتيجة «تنامي نجاحها في قيادة المعارك التي أدت إلى تدهور عام للوضع الأمني وتفاقم وضع التهديد». وبحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة «بيلد»، فإن تقريراً «سريّاً» للجيش الألماني بعنوان «نظرة مستقبلية للوضع الأمني 2016»، توقّع أن يشهد عام 2016 «هجماتٍ مكثّفة وواسعة النطاق ومحكمة التنسيق على مراكز المقاطعات»، ولم يستبعد التقرير أن «تؤدي هذه الهجمات إلى فقدان القوات المسلحة الأفغانية السيطرة على الوضع بصورة مؤقتة». (رويترز، أ ف ب)

0 تعليق

التعليقات