في خطوةٍ جديدة مثيرة للجدل، يدشّن اليوم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، القصر الرئاسي الجديد، بعد مغادرته «قصر شنقايا» التاريخي الذي احتضن الرؤساء الأتراك الأحد عشر جميعهم، منذ قيام تركيا الحديثة عام 1923.

وأثار اختيار أردوغان لتاريخ اليوم، الذي يصادف الذكرى الـ91 لتأسيس الجمهورية، بهدف الانتقال إلى «القصر الأبيض» (أك سراي باللغة التركية)، تساؤلات بشأن قصد الرئيس، المشكَّك في نيته تغيير وجه تركيا الأتاتوركية.
وصلت تكاليف بناء القصر الجديد إلى 350 مليون دولار

القصر الجديد الذي أطلق عليه خصومه اسم «البيت الأبيض» بسخرية، بُنيَ على مشارف أنقرة، في أرضٍ اشتراها مؤسس الجمهورية وأول رئيس لها مصطفى كمال «أتاتورك» ليبني فيها مزرعةً. شكل القصر الذي تبلغ مساحته 200 ألف متر مربع، مستلهم من الهندسة السلجوقية، ووصلت تكاليفه إلى 350 مليون دولار، بحسب الصحافة التركية.
وكان قرار الخروج من «قصر شنقايا» والانتقال إلى قصر جديد أكثر فخامةً ورفاهية، من أولى القرارات التي اتخذها أردوغان بعد انتخابه رئيساً للبلاد، في شهر آب الماضي. ورأى خصوم الرئيس الستيني في قرار تغيير مقرّ الرئاسة أنه يندرج في إطار «جنون العظمة» الذي يبدو في تصرفات أردوغان وخطاباته وقراراته مذ كان يشغل منصب رئاسة الوزراء.
وطلبت الأحزاب المعارضة الثلاثة الممثلة في البرلمان من نوابها عدم حضور حفل التدشين اليوم، وقال زعيم حزب «الشعب الجمهوري»، كمال كليتشدار أوغلو، متوجهاً إلى نواب أكبر حزب معارض في البلاد: «لا تذهبوا كي لا تصابوا بالتلوث».
كذلك، أثارت أشغال بناء القصر الجديد في منطقة غابات معارضة المدافعين عن البيئة في تركيا، خصوصاً أنه جرى الانتهاء من بنائه بسرعة، برغم قرارٍ قضائي يدعو إلى وقف الورشة.
(أ ف ب)