المرحلة الجديدة التي دخلتها الأزمة الأوكرانية، بعد الانتخابات التشريعية التي فاز بها الموالون للغرب، بدأت تتضح معالمها على الأقل من قبل الجانب الروسي، الذي حتى لو رحّب بنتائجها، أول من أمس، إلا أنه آثر تأكيد ثوابت أخرى ومحاربة مخاوف جديدة من إحياء الإيديولوجيا الفاشية وتزوير التاريخ المشترك لروسيا وأوكرانيا، بحسب ما شدد عليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
فقد دعا بوتين يوم أمس في برقية تهنئة وجهها إلى المحاربين القدامى والشعب الأوكراني لمناسبة الذكرى الـ 70 للتحرير من الاحتلال النازي، إلى «الحفاظ على تقاليد الصداقة الأخوية والتعاون بين شعبي البلدين»، مؤكداً «ضرورة غرس القيم الوطنية السامية في الجيل الجديد». وتمنى الرئيس الروسي "السلام والازدهار للشعب الأوكراني الشقيق".
وتأتي تصريحات بوتين في وقت أعلن فيه وزير خارجية بلاده، سيرغي لافروف، أن موسكو ستعترف بالانتخابات التي سينظمها "الانفصاليون" في شرق أوكرانيا، يوم الأحد المقبل، متحدية كييف وذلك قبل اجتماع للاتحاد الأوروبي مخصص لتقويم العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا. وفي وقت يجري فيه التفاوض في العاصمة الأوكرانية بين الأحزاب الأوكرانية الموالية للغرب، التي احتلت الصدارة في الانتخابات التشريعية، لتشكيل ائتلاف حكومي، يعد "الانفصاليون" في الشرق انتخاباتهم الرئاسية والتشريعية الخاصة في الثاني من تشرين الثاني، في جمهوريّتيهم الشعبيتين المعلنتين من طرف واحد، دونيتسك ولوغانسك.

وقال لافروف: «سنعترف بالطبع بنتائجها»، مضيفاً: «نأمل أن يكون تعبير الشعب حراً وأن لا يأتي أحد من الخارج لتعكيرها».
وفي رد فعل على تصريحات لافروف، اعتبر المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الأوكرانية، دميتري كوليبا، أن هذه التصريحات «تقوّض الانفراج وعملية السلام مع إضعاف الثقة في روسيا بصفتها شريكاً دولياً موثوقاً به».
وفي هذا الوقت، سجّل الروبل تدهوراً قياسياً جديداً مقابل اليورو والدولار الأميركي. وأقر وزير الاقتصاد الروسي، اليكسي اوليوكاييف، بأن الظاهرة كان لها انعكاس مباشر على الأسعار مع تضخم تجاوز معدله 8 في المئة.
على خط آخر، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، يانس ستولتنبرغ، أن الحلف يريد «علاقة بناءة» مع روسيا، لكن ذلك ليس ممكناً إلا إذا عزّز قوته أكثر من أي وقت مضى منذ الحرب الباردة.
وقال، في خطاب ألقاه في بروكسل في معهد «جرمان مارشال فاوند» الأميركي، إن «حلفاً أطلسياً قوياً فقط يمكنه إقامة علاقة بنّاءة وقائمة على التعاون مع روسيا».
ورأى ستولتنبرغ أن «أكبر تعزيز لقوتنا المشتركة منذ نهاية الحرب الباردة، أن نجعل قواتنا أكثر قدرة على التحرك»، معرباً عن الأسف لكون روسيا «أخلّت بشكل خطير بثقة» الحلفاء «بانتهاكها القانون الدولي» في أوكرانيا.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)