اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، الدول الغربية بأنها تقف وراء الأزمة الأوكرانية، وأنها تستغلها لإنعاش حلف شمال الإطلسي، في وقت وعد فيه الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو بحكم ذاتي أوسع في المناطق الشرقية للبلاد، حيث طالب الانفصاليون مجدداً بالاستقلال في عملية التسوية الشائكة لهذا النزاع الذي يتابع الغربيون تطوراته باهتمام كبير. وقال بوروشينكو إن روسيا سحبت الجزء الأكبر من قواتها من أراضيه، فيما تنفي موسكو إرسال جنودها إلى شرق أوكرانيا لدعم الانفصاليين الموالين لها.
من جهته، رأى بوتين في اجتماع لمسؤولي المجمع العسكري والصناعي وأعضاء قيادة أركان الجيش الروسي، أن «الأزمة في أوكرانيا، التي هي في الأساس صنيعة بعض شركائنا الغربيين، تُستَغَل اليوم لإنعاش هذا الحلف العسكري».
وقال الرئيس الروسي: «سبق أن قلنا وحذرنا من أننا سنكون مضطرين إلى اتخاذ ردّ مناسب من أجل ضمان أمننا». وأضاف: «أود كثيراً أن لا يؤدي الأمر إلى حالات هستيريا عندما تعتمد هذه القرارات نهائياً ويبدأ تنفيذها».
وفي هذا الوقت، صرح زعماء في الكونغرس الأميركي بأن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو دعي إلى إلقاء كلمة في اجتماع مشترك لمجلسي الكونغرس الأميركي، في إشارة إلى تأكيد التزام واشنطن لبلاده.
من جهة أخرى، أفاد مصدر دبلوماسي بأن دول الاتحاد الأوروبي لم تنجح في التوافق على موعد فرض العقوبات الجديدة على روسيا، على أن يلتقي ممثلوها مجدداً، اليوم، لمزيد من التشاور. ويأتي ذلك بعد يوم على توقيع إيران وروسيا مشروع تعاون اقتصادي كبيراً يفترض أن يجيز للبلدين المستهدفين بعقوبات غربية إنشاء شراكة استراتيجية جديدة في مواجهة الغرب.
وقال المصدر إن سفراء الدول الـ28 في الاتحاد الأوروبي «سيجتمعون مجدداً غداً (الخميس)، لمواصلة تشاورهم بشأن العقوبات، ما سيتيح تقويماً جديداً للوضع الميداني» في أوكرانيا و«إجراء مشاورات إضافية». وكانت موسكو وطهران قد وقعتا، الثلاثاء، سلسلة بروتوكولات تعاون من أجل زيادة حجم تبادلاتهما عشرة أضعاف في غضون عامين، علماً بأنها تصل حالياً إلى 1,5 مليار دولار. وأكد وزير النفط الإيراني بيجان زنقانه أثناء استقبال وفد روسي كبير، أنه «ليس هناك أي قيد على تطوير العلاقات التجارية» بين البلدين.
من جهته، أكد وزير الطاقة الروسي ألكساندر نوفاك، أن قيمة المشاريع المختلفة تبلغ 70 مليار يورو، مشيراً إلى أن روسيا تريد «فتح فصل جديد في التعاون الاقتصادي مع إيران».
وعلى خط موازٍ، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكو نجاح تجربة إطلاق صاروخ «بولاوا» الباليستي العابر للقارات، الذي بإمكانه حمل عدة رؤوس حربية. وأشار المتحدث إلى أن الصاروخ وصل إلى هدفه في أقصى شرق البلاد، بعد إطلاقه من غواصة «فلاديمير مانوما»، النووية في البحر الأبيض شمال غرب روسيا.
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)