قبل يومين من خطاب الرئيس الأميركي، باراك اوباما، لتسويق حربه على تنظيم «الدولة الإسلامية»، وصل وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل إلى أنقرة يوم أمس، بهدف استطلاع آراء القادة الأتراك حيال «حجم استعدادهم للمشاركة» في تحالف تقوده واشنطن ضد التنظيم المتطرف، الذي يحتجز منذ شهر حزيران الماضي رهائن أتراكاً لديه.
وتستبق زيارة هاغل جولة وزير الخارجية الأميركي جون كيري التي يبدأها اليوم للغاية نفسها، والتي تشمل الأردن والسعودية. كذلك تترافق وإعلان البيت الأبيض مساء أمس أن «أوباما يرى أن لديه السلطة لفعل ما يلزم للتعامل مع تهديد تنظيم الدولة الإسلامية».
وفي أبرز المواقف المعلنة في أنقرة يوم أمس، عبّر وزير خارجية تركيا مولود جاوش اوغلو عن الخشية إزاء وقوع الأسلحة التي يتم تسليمها إلى القوات الكردية والعراقية لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» في أيدي «حزب العمال الكردستاني»، «الإرهابي» بنظر تركيا. ونقلت «وكالة أنباء الأناضول» الرسمية عن مولود جاوش اوغلو قوله إن «الأسلحة التي يتم تسليمها هناك (العراق) يجب أن لا تسقط في أيدي المنظمات الإرهابية». وأضاف: «لقد أعربنا عن قلقنا حيال هذه المسألة... سيكون من الصعب السيطرة على وجهة كل هذه الأسلحة».
من جهته، قال مسؤول أميركي يرافق هايغل في رحلته للصحفيين، إن «جزءاً من الهدف من هذه الزيارة هو المتابعة... وأن نرى على أرض الواقع حجم استعدادهم للانخراط مع تفهم أنهم (الأتراك) يواجهون تحديات أمنية قومية هائلة في الداخل».
والتقى وزير الدفاع الأميركي الرئيس التركي الجديد رجب طيب اردوغان، يوم أمس، في اجتماع استمر لساعة واحدة وشارك فيه وزير الدفاع التركي عصمت يلماز. كذلك، عقد هايغل اجتماعاً مع رئيس الوزراء أحمد داود اوغلو، إضافة إلى لقائه رئيس هيئة الأركان التركي نجدت أوزال.
وفي وقت من المفترض أن تكون فيه تركيا لاعباً أساسياً ضمن التحالف الدولي لمحاربة «الدولة الإسلامية»، فإن زيارة هاغل لأنقرة ترافقت مع نشر موقع «دايلي بيست» الأميركي تقريراً عن عمليات تهريب كميات من الوقود الآتي من محافظة الرقة السورية عبر الحدود التركية، التي من المؤكد أن التنظيم المتطرف يستفيد من بيعها لتدعيم موارده المالية. وللإشارة، يذكر التقرير أنه بين 22 آب الماضي والرابع من أيلول الحالي، وفقاً لأرقام تركية رسمية، صودرت كمية يصل حجمها إلى 15 طناً من تلك المواد المهربة باستخدام البراميل البلاستيكية أو حتى الأنابيب الموجودة أساساً. وفي سياق مرتبط بأفق الحرب الأميركية الجديدة في المنطقة، التي بدأت ملامحها ترتسم، وفي موقف لافت، قال شيخ الأزهر أحمد الطيب، في كلمة ألقاها أثناء استقباله وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في القاهرة يوم أمس، إن اعضاء تنظيم «الدولة الإسلامية» هم «مجرمون يصدرون صورة شوهاء عن الإسلام». والهجوم هو الأعنف الذي يصدر عن شيخ الأزهر، المؤسسة التي تعد تقليدياً مرجعية عليا للإسلام في العالم.
ورأى الطيب أنّ «من المحزن غاية الحزن أن هؤلاء المجرمين استطاعوا أن يصدّروا للعالم صورة شوهاء مفزعة عن الإسلام والمسلمين»، واتهم هذا التنظيم وكل المجموعات «الإرهابية» بأنهم «صنائع استعمارية تعمل في خدمة الصهيونية». ورأى أن «هذه الجماعات الأصولية الإرهابية أياً كان مسماها او اسمها ومن يقف وراءها... كل هؤلاء صنائع استعمارية تعمل في خدمة الصهيونية» من أجل تنفيذ «خطتها لتدمير المنطقة العربية». وأضاف: «شاهدنا على ذلك هو هذا التلكؤ الاميركي في التصدي» لهذه التنظيمات مقارنة بالسرعة الكبيرة التي تم بها الاجتياح الاميركي للعراق في عام 2003 وما تلاه من تفكيك للجيش العراقي.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، الأناضول)