من دون مفاجآت تُذكر، انتخب المؤتمر العام لحزب «العدالة والتنمية» أمس، أحمد داوود أوغلو رئيساً له وللحكومة التركية المقبلة، مؤكداً في أول تصريحاته بعد إعلانه رئيساً أمس، أن هدف حكومته سيكون «السعي بحسم إلى عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي». وفي وقت بات شبه مؤكد أن رئيس الاستخبارات التركية حقان فيدان سيخلف داوود أغلو في وزارة الخارجية، يؤدي رجب طيب أردوغان اليوم اليمين الدستورية، مفتتحاً عهده في رئاسة البلاد.
المؤتمر الاستثنائي الذي عُقد في أنقرة أمس، حضره 3000 من المسؤولين وكبار الموظّفين في الحكومة التركية، وحشد كبير من مؤيدي الحزب، وتخلله غياب لافت للرئيس المنتهية ولايته عبد الله غول، ما يفتح باب التساؤلات عن حجم الخلافات التي تدور في أروقة حزب «العدالة والتنمية»، وخصوصاً بعد استبعاد غول من قبل أردوغان عن رئاسة الحزب والحكومة، ودعمه العلني لأحمد داوود أوغلو.
ويواجه رئيس حزب «العدالة والتنمية» الجديد، ورئيس الوزراء المكلّف أحمد داوود أوغلو العديد من التحدّيات، أبرزها اختيار وزراء الخارجية والاقتصاد، ونائب رئيس الحكومة، إضافةً إلى مشاكل الاقتصاد التركي والعلاقات مع دول الجوار، وخصوصاً أن أوغلو هو صاحب نظرية صفر أعداء، التي تحوّلت إلى العكس. كذلك، يمثل سجّل أردوغان في قيادة الحزب الحاكم، وفوزه في جميع الاستحقاقات منذ 2002، وسيطرته على مقاليد السلطة في البلاد، تحدياً كبيراً أمام داوود أوغلو في قيادة الحزب.
ومن أبرز المرشحين لخلافة داوود أوغلو في منصب وزير الخارجية، رئيس الاستخبارات التركية حقان فيدان، الذي سيترشح للبرلمان التركي في انتخابات 2015، وهذا ما أكدته وسائل إعلام تركيا، كصحيفة «جمهورييت»، إلى جانب اسم وزير شؤون الاتحاد الأوروبي تشافوش أوغلو، ونائب رئيس الحزب الحاكم نومان كورتولموش.
وفي كلمة له خلال المؤتمر، أكد رئيس الوزراء المكلف أحمد داود أوغلو أمس، أن العضوية في الاتحاد الأوروبي هدف استراتيجي بالنسبة إلى تركيا، وستسعى إليه بحسم، مضيفاً أن السياسة الخارجية للبلاد ستبقى متعدّدة المشارب. وقال ابن مدينة طشقند إن البلاد بحاجة إلى دستور جديد ليبرالي الطابع، مؤكداً أنه سيعمل مع أردوغان معاً من دون أي خلاف.
وتعليقاً على ما نشرته صحفٌ تركيا عن أن أحمد داوود أوغلو ظلٌّ لأردوغان، قال رئيس الجمهورية المنتخب في المناسبة نفسها: «ليس من قيمنا، وليس من ثقافتنا، ما يكتبه العديد من الصحف، فالسيد داوود أوغلو رئيس الحزب، ورئيس الحكومة الجديدة، ليس ظلاً لأحد».
وانتقد أردوغان حزب «الشعب الجمهوري» المعارض، مشيراً إلى أنه «غير قادر على ممارسة معارضة بنّاءة ويتناقض مع مبادئه ويتعاون مع أعداء تركيا حيثما وجدوا»، متهماً إياه بالتعاون مع «الكيان الموازي». كذلك لم ينجُ حزب «الحركة القومية» المعارض من سهام أردوغان، الذي رأى أنه «لم يهتم بأي قضية من قضايا البلد، واستغل جنازات الشهداء (الصراع مع حزب العمال الكردستاني)، قائلاً إن «الحزب الذي يرتبط مصيره باستمرار الإرهاب سيفقد مبرر وجوده مع استمرار مسيرة السلام الداخلي»، في إشارةٍ إلى «الكردستاني».
(الأخبار، الأناضول)