أعاد الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو تأكيد التزامه خيار المواجهة العسكرية مع الانفصاليين شرق أوكرانيا خلال احتفالات ذكرى الاستقلال الأوكراني، حيث وعد بتخصيص أكثر من 2,2 مليار يورو في السنوات المقبلة، لإعادة تسليح الجيش الوطني الذي يخوض منذ أكثر من أربعة أشهر معارك ضد الانفصاليين. وقال بوروشينكو في خطاب خلال عرض عسكري في الذكرى الثالثة والعشرين لاستقلال أوكرانيا في كييف، إن «من 2015 إلى 2017، ننوي تخصيص أكثر من أربعين مليار هريفنيا (أكثر من 2,2 مليار يورو) لإعادة التسليح».
واستطرد قائلاً «إن ذلك سيسمح بتحديث أو شراء طائرات ومروحيات وسفن حربية، وهذا ليس سوى بداية متواضعة» لتحديث الجيش الأوكراني، مضيفاً: «إن طابوراً من المعدات الجديدة التي تم شراؤها أو تحديثها للتو ستتوجه الآن من خريشتشاتيك إلى منطقة عملية مكافحة الإرهاب».
وأكد أن أوكرانيا تواجه «حرباً حقيقية» شنتها روسيا.
وكان بوروشينكو قد التقى بالمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في كييف أول من أمس، حيث شددت ميركل على أهمية وحدة أراضي أوكرانيا، قائلةً إن «وحدة أراضي أوكرانيا تشكّل هدفاً حيوياً في السياسة الألمانية».
ولم تستبعد فرض عقوبات جديدة على موسكو، مضيفةً: «لا يمكننا أن نستبعد التفكير في عقوبات جديدة إذا لم يُحرَز تقدّم» في حل الأزمة. ودعت إلى «وقف إطلاق نار ثنائي» بين الطرفين المتنازعين و«مراقبة فعلية للحدود» بين روسيا وأوكرانيا.
من جانبه، أعلن بوروشينكو أنه لن يضحّي بسيادة بلاده من أجل السلام في الشرق المتمرد.
وقال: «حان الوقت لإرساء السلام في حوض دونباس. إن السلطة الأوكرانية ستبذل كل ما هو ممكن مع شركائنا الأوروبيين لتحقيق ذلك. ولكن ليس على حساب سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها واستقلالها»، معتبراً أن السلام سيتحقق بسرعة في بلاده إذا أُبعد المقاتلون الانفصاليون و«المرتزقة الأجانب»، في إشارة إلى المقاتلين من روسيا.
وأعلنت ميركل وبوروشينكو قرب إنشاء صندوق خاص بقيمة 500 مليون يورو، لإعادة إعمار البنى التحتية في دونباس، الحوض المنجمي في شرق أوكرانيا.
في هذا الوقت، نفى مجلس الأمن والدفاع الوطني الأوكراني، صحة المعلومات التي تحدثت عن محاصرة قوات الدفاع الشعبي نحو سبعة آلاف من الجنود الأوكرانيين شرقي البلاد.
وقال المتحدث باسم المركز الإعلامي للمجلس أندريه ليسينكو أمس، إن «أحداً من الجنود الأوكرانيين لم يحاصَر خلال الأيام الثلاثة الأخيرة. العسكريون الأوكرانيون يحافظون على مواقعهم ويواصلون هجوماً تدريجياً على الأراضي التي لا تزال تحت سيطرة الإرهابيين حتى الآن».
وكانت أركان جيش «جمهورية دونيتسك الشعبية» قد أفادت في وقت سابق من أمس، أن الهجوم المضاد الذي تقوم به قوات الجيش منذ يومين، أدى إلى مقتل أكثر من 150 جندياً أوكرانياً وتدمير 4 منظومات «سميرتش» و12 منظومة «غراد» و17 دبابة.
وأضافت الهئية أن «قواتنا تحاصر حالياً نحو 5 آلاف شخص و50 دبابة وأكثر من 200 مدرّعة ونحو 50 منظومة صاروخية من طراز «غراد» و«أوراغان»، وأكثر من 100 هاون تابعة للجيش الأوكراني»
إلى ذلك، عرض الانفصاليون أمس، عشرات من أسرى الحرب الأوكرانيين أمام الأهالي في معقلهم دونيتسك.
وجرى تجميع هؤلاء الجنود الذين أُسروا خلال المعارك المحتدمة في شرق أوكرانيا في ساحة لينين بوسط المدينة، حيث استقبلهم الجمهور بصيحات الاستهجان وهتافات «فاشيون، فاشيون!».
وسار ما بين 40 إلى 50 رجلاً يحيط بهم المقاتلون الانفصاليون على طول الساحة أمام مئات السكان الذين تجمعوا لحضور هذا.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)