اسطنبول | أعلن رئيس التركي المنتخب رجب طيب أردوغان أنه سيبقى في منصب رئاسة حزب «العدالة والتنمية» حتى 27 آب المقبل، وهو اليوم الأخير قبل أداء اليمين الدستورية في 28 من الشهر الجاري، حيث يقضي الدستور التركي بانفصال رئيس الجمهورية عن حزبه بصورةٍ كاملة.
البروفيسور في القانون العام أردوغان تيزتشي رأى أن مهمة أردوغان كرئيسٍ للحكومة انتهت، وأنه يجب عليه أن يقطع علاقته بحزبه ليكون حيادياً في منصبه الجديد. وأكد أن أردوغان لن يستطيع الاستمرار في رئاسة «العدالة والتنمية»، وفي حالة إستمراره سيكون ذلك خرقاً للقانون التركي الذي يلزم رئيس الجمهورية بالانفصال عن حزبه.
من جهتها، اتهمت المعارضة التركية الرئيس المنتهية ولايته عبد الله غول بممارسة «الألاعيب السياسية» بعد إعلانه عن نيته العودة إلى الحياة السياسية، في ظلّ منافسة وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو على منصب رئاسة الحكومة والحزب.

أردوغان: لم ينشأ
الحزب لكي نوزّع
المناصب على بعض الأشخاص


يرى المحلل السياسي علي يلماظ أن لا حظوظ واقعية لكل من داوود أوغلو ونائب رئيس الوزراء كولنت أرينتش، بالوصول إلى منصب رئاسة الحزب الحاكم، معتبراً أن تصريحات أردوغان في حفل وداع الرئيس المنتهية ولايته عبدالله غول «تثبت من دون أدنى شك بقاء أردوغان في هذا المنصب على رغم أن ذلك يمثل خرقاً دستورياً فاضحاً»، مضيفاً أن هذه التصريحات تثبت كذلك «عدم وصول غول إلى رئاسة الحزب إلا في 2015 موعد الدورة الاعتيادية للحزب»، إلا أن حظوظ غول لا تزال قوية لتبوّء رئاسة الحكومة في محاكاةٍ للتجربة الروسية (بوتين ـ مدفيديف).
وبالنسبة لحظوظ أرينتش، يعتبر يلماظ أنها تراجعت بصورةٍ كبيرة، بسبب خلافات غير معلنة مع الرئيس عبدالله غول، كما أن حظوظ وزير الخارجية تراجعت كثيراً بعد إعلان غول عودته إلى الحياة السياسية، حيث يملك حظوظاً أكبر بالوصول إلى رئاسة «العدالة والتنمية» في حال قرر أردوغان التخلي عن المنصب، ما يحصر المنافسة على المنصب بين غول وأردوغان.
من جهته، قال أردوغان أمس، في حديثٍ حول من سيخلفه في رئاسة الوزراء ورئاسة «العدالة والتنمية»، إن الحزب «لم ينشأ لكي نقوم بتوزيع مناصب الدولة على بعض الأشخاص، وإنما من أجل زيادة وميض الأمل في عيون الأطفال، والإكثار من الخبز على موائد الفقراء، وزرع الأمل في قلوب المظلومين، ولإعلاء شأن تركيا».
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة «توداي زمان» تصريحات أردوغان في حفل الوداع الذي أقامه غول في قصر «شنقايا» حيث قال إن عودة غول الى الحزب أمرٌ طبيعي، ولكن لا يوجد تعديلات رئيسية حتى ٢٠١٥». ورأت الصحيفة التركية أن أردوغان الذي اعتبر أنه لا توجد مشكلة بعودة غول إلى الحزب أشار إلى أن الأخير لن يستلم أي منصب فعّال في الحزب حتى العام ٢٠١٥ .
وكان أردوغان قد حذر أنصاره من «السماح بحدوث أي انقسام داخل الحزب»، قائلاً «البعض ينتظرون منذ 13 عاماً ويأملون في ظهور الانقسامات».
إلى ذلك، استطاع فوز أردوغان أن يحدث إنقسامات في صفوف المعارضة، وهو ما بدا جلياً بعد مطالبة 6 أعضاء من حزب «الشعب الجمهوري»، أبرزهم أمينة أولكير تهران، رئيس الحزب كمال كلتيشدار أوغلو بالاستقالة عقب خسارة مرشح المعارضة أكمل الدين إحسان أوغلو في الانتخابات. واعتبرت تهران أن اختيار أوغلو ذي الميول الإسلامية كان سبباً مباشراً لفوز أردوغان، وهو ما نفاه رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي خلال استقباله لإحسان أوغلو، مؤكداً صوابية قرار المعارضة باختياره مرشحاً لها.