إسطنبول | على الرغم من الإحصاءات التي ترجّح فوز رجب طيب أردوغان، إلا أنّ المعركة الانتخابية لن تكون سهلة، وخصوصاً أنها تجري على وقع طبول الحرب في غزة والعراق وسوريا، فيما يلوح خطر التطرف على الحدود الجنوبية لتركيا. بالإضافة إلى تخوف صحف تركية من احتمال التزوير والتلاعب بنتيجة الاقتراع، إلى جانب حديثٍ عن أساليب ملتوية استخدمها داعمو أردوغان في التبرع لحملته الانتخابية.
ويؤدي العامل الإقليمي دوراً كبيراً في توجيه الرأي العام التركي في الاستحقاق المنتظر. قبل أيام، استضافت قناة «NTV» التركية وزير الخارجية التركية أحمد داوود أوغلو الذي اتهم التركمان الشيعة في العراق بالتورط في التطرّف الذي يعاني منه بلدهم «في وقتٍ كان حريّاً بهم معالجة الكثير من الهموم الحياتية الأخرى». وحمّل أوغلو الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي مسؤولية الأحداث في العراق، مشيراً إلى أن الصراع في تلعفر ليس صراعاً بين «الدولة الإسلامية» (داعش) والتركمان، بل هو سعي من حكومة المالكي لقمع التركمان السُّنّة من طريق التركمان الشيعة، «فالتركمان هم أكبر عدو لأنفسهم»، بحسب وزير الخارجية.
أوغلو الذي يعتبر أحد أبرز المرشحين لرئاسة الوزراء في المرحلة المقبلة، أرجع ظهور «داعش» وقوّتها إلى سياسة الحكومة العراقية المتمثلة في «إقصاء العرب السنة الذي أدى إلى تراكم الكثير من الغضب». وقال أوغلو: «نعم يوجد أجانب ضمن صفوف داعش، لكن القاعدة الجماهيرية الأكبر تأتي من أبناء البلد، ومن المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة العراقية وأبناء العشائر العربية السنية».
وفي لقائه مع قناة «NTV»، انتقد داود أوغلو المذكرة التي قدّمها حزب «الشعب الجمهوري» المعارض بحق الحكومة أمام البرلمان التركي. ورأى أنها تهدف إلى إظهار رئيس الوزراء أردوغان ووزير الخارجية بأنهما من يقف وراء الدم المراق في غزة وسوريا والعراق، لافتاً إلى أن «الذين يدّعون أن تركيا تدعم تنظيم الدولة الإسلامية، هم إما فاقدون للبصر أو أنهم بلا ضمير».
كلام أوغلو استدعى ردّاً من قبل المعارضة جاء على لسان النائب في البرلمان التركي عن حزب الشعب الجمهوري فاروق لولواوغلوا الذي دعا أوغلو إلى الاستقالة، كذلك تساءل البعض عن سبب دفاع أوغلو عن منظمة إرهابية مثل «داعش».
صحيفة «غونديم» تحت عنوان «داوود أوغلو وزير خارجية داعش»، قالت إن أوغلو ادّعى أن مجرمي «داعش» الذين يقومون بالمذابح في العراق وجنوب كردستان وشمال شرق سوريا «ليسوا منظمة إرهابية، حتى وإن بدوا كذلك، بل هم مجموعة من الغاضبين»، وهو ما اعتبرته الصحيفة اعترافاً واضحاً بالدعم التركي لـ«الدولة».
صحيفة «خبر تورك» تحدّثت عن «قمة متتالية حول داعش في أنقرة». وذكرت الصحيفة أن «قمة منتصف الليل في مقرّ رئاسة الوزراء التركية في العاصمة أنقرة ناقشت آخر التطورات التي تشهدها المنطقة، ولا سيما المنطقة الحدودية مع العراق وسوريا، حيث وُضع ملف «داعش» على طاولة البحث».
من جهتها، نقلت صحيفة «زمان» تصريح المرشح أكمل الدين إحسان أوغلو الذي قال فيه: «سنفوز بالانتخابات شرط عدم دخول القطط إلى المحولات». في إشارةٍ إلى الحجة التي أطلقتها أنقرة لانقطاع الكهرباء في مدن تركية عدة، أثناء فرز الأصوات في الانتخابات المحلية في آذار الفائت.
وعبّر مرشح حزبي «الشعب الجمهوري» و«الحركة القومية» تفاؤله بالنسبة إلى نتائج الانتخابات المقبلة بسبب «وعي الشباب الذي لمسه أثناء زياراته لمختلف المدن»، مضيفاً: «إذا كان شبابنا يملكون هذا الشعور، فهذا يعني أن القضية انتهت، إن شاء الله يوم الأحد سنكون قد سحبنا الخيط لطرفنا، بشرط عدم دخول القطط إلى صناديق الاقتراع».
وتحت عنوان «يومين للانتخابات وتكرار مدّة الظلم»، اعتبرت صحيفة «سوزجو» أن كل أجهزة الدولة عملت لمصلحة أردوغان: «الوالي والمحافظ ورئيس البلدية دخلوا في سباق لجمع الأصوات لأردوغان، وكانت كل طائرات وسيارات ومروحيات مؤسسات الدولة تحت أمره».
أما صحيفة «بيرغون» التي عنونت «آخر تذلل لشركة من أجل أردوغان... جمعوا البطاقات الشخصية والتبرعات بالسر» سلّطت الضوء على قيام المسؤولين في شركة «بوزجادا» بجمع هويات الموظفين من دون سؤالهم، وجمعوا تبرعات بأسماء العمال من أجل أردوغان، حيث فوجئ العمال بعد تسلّم إيصال التبرعات من البنك بعدما تم التبرع بأموالهم من دون علمهم لحملة أردوغان.