وجّهت وزارة الخارجية الروسية رداً على الاتهامات الأميركية المتعلقة باستهداف الطائرة الماليزية، معتبرةً أن الإدارة الأميركية تعتمد الكذب الواضح في ممارسة سياستها الخارجية، في وقت أعلن فيه مسؤول في الاستخبارات الروسية أن أكثر من 40 جندياً أوكرانياً انشقوا أول من أمس، وغادروا وحداتهم العسكرية متوجهين إلى جنوب روسيا، فيما تواصلت المعارك في شرق أوكرانيا بين الانفصاليين والقوات الحكومية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية «يبدو أن الإدارة الأميركية في حملتها المتواصلة ضد روسيا، باتت تعتمد الكذب الموجه والفاضح أكثر فأكثر في سياستها الخارجية. بدليل التصريحات الأخيرة للمتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست، الذي اتهم دولتنا بشكل مباشر بتحطم الطائرة التابعة للخطوط الجوية الماليزية فوق أوكرانيا».
وتابعت إن «واشنطن لم تقدم أي دليل على ذلك، ولم تشر حتى إلى وقائع يمكن التعليق عليها، مكتفيةً بالتنويه إلى معلومات استخبارية لا يمكن الكشف عنها برأيهم، والأنكى من ذلك هو إشارتهم إلى معلومات صادروها من شبكات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يبدو الأكثر سخافة. بكلمات أخرى، فإن النظام في واشنطن يعتمد في استنتاجاته على تخيلات معادية لروسيا ومعلومات تمت مصادرتها من الإنترنت لا تتفق مع الواقع، من الواضح من هي الجهة التي تقوم بنشر هذه القمامة في الإنترنت، نعم هي واشنطن نفسها وربما كييف».

رفضت البعثة
الدولية زيارة موقع تحطم الطائرة الماليزية
في هذا الوقت، قال ممثل جهاز «الأمن الفدرالي الروسي» في جنوب روسيا فاسيلي مالاييف، إن «41 احتياطياً غادروا وحداتهم العسكرية ووصلوا إلى مركز إيزارينو الحدودي الذي يسيطر عليه المتمردون، وطلبوا من هؤلاء أن يسمحوا لهم بالتوجه إلى روسيا لأنهم يرفضون القتال ضد شعبهم». وأضاف إن الانفصاليين سمحوا للجنود المنشقين بعبور الحدود ودخول الأراضي الروسية.
من جهة أخرى، أعلنت قوات الدفاع الشعبي في شرق أوكرانيا، أمس، أن قافلة كبيرة من مدرعات الجيش الأوكراني دخلت مدينة شاختيورسك في محاولة لإنهاء تطويق مدينة دونيتسك.
وأفاد شهود عيان بأنهم رأوا قافلة كبيرة تابعة للقوات الأوكرانية، تتضمن 40 مدرعة ومركبة مشاة قتالية ودبابة وعشرات من الشاحنات والحافلات كانت تتوجه إلى المدينة. وإذا نجحت القوات الأوكرانية في السيطرة على مدينة شاختيورسك، فيمكنها قطع الحركة في الطريق الرئيسي الذي يربط مدينة دونيتسك بمقاطعة لوغانسك وروسيا، ما يؤدي إلى تطويق مدينة دونيتسك وبلدتي غورلوفكا وماكييفكا بالكامل.
في غضون ذلك، قال ممثل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ألكسندر هاغ، إن أعضاء البعثة الشرطية المدنية الدولية من هولندا وأوستراليا، رفضوا التوجه أمس، إلى موقع تحطم الطائرة الماليزية شرق أوكرانيا.
وأضاف: «تجري هناك معارك. ولا يمكننا أن نخاطر. إن الوضع الأمني في الطريق إلى موقع الكارثة وفي الموقع نفسه لا يسمح بنشر بعثة المتابعة هناك».
وكانت وسائل الإعلام قد أفادت في وقت سابق، أمس، بأن مجموعة من 30 طبيباً شرعياً هولندياً تتوجه من مدينة خاركوف الأوكرانية إلى موقع تحطم طائرة «بوينغ» الماليزية شرق أوكرانيا.
في السياق نفسه، أعلنت وزارة النقل الروسية، أمس، تشكيل مجموعة من الخبراء الروس للمشاركة في التحقيق في حادث تحطم الطائرة الماليزية شرق أوكرانيا. وقال المكتب الصحافي للوزارة، إن نائب مدير الوكالة الفدرالية الروسية للنقل الجوي أوليغ ستروتشيفوي، سيترأس المجموعة.
وكان رئيس الوكالة ألكسندر نيرادكو قد أعلن في وقت سابق أن هيئته مستعدة لتسليم كل ما لديها من معلومات إلى لجنة التحقيق الدولية في حادث تحطم الطائرة الماليزية شرق أوكرانيا.
(الأخبار، أ ف ب)