في ظلّ حديث الغرب عن تمديد المفاوضات التي تنتهي مهلتها الأحد المقبل، أعلنت طهران رفضها خطوة كهذه، رغم تأكيد دبلوماسيين غربيين ومصادر مقربة من المحادثات في فيينا مواصلة الجولات حتى 23 تشرين الأول المقبل، كما ينص اتفاق جنيف المؤقت بين إيران ومجموعة دول (5+1). وبالتزامن خرجت، بصورة لافتة، إشادة من البيت الأبيض بأداء إيران «المؤاتي» خلال الأشهر الستة الفائتة، من دون الإفصاح رسمياً عن إمكانية التمديد.
وأعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس، أن فريق بلاده المفاوض لم يوافق «لغاية الآن» على تمديد المفاوضات النووية الجارية بين إيران ومجموعة (5+1)، مشيراً إلى أن المفاوضات ستستمر «بجدية» لغاية 20 تموز المقبل. كذلك أكدت مصادر إيرانية أن طهران ترفض تمديد المباحثات «التي يناور الغرب عليها»، وذلك بعدما أفاد مصدر قريب من الوفد الايراني بأن احتمال تمديد فترة المفاوضات لأشهر إضافية «أمر وارد».
في هذا الوقت، أشاد البيت الأبيض، أمس، بإيران بسبب «سلوكها المؤاتي على نحو مفاجئ» على مدى الشهور الستة الفائتة من المفاوضات. ورفض المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست الإفصاح عما إذا تم الاتفاق على تمديد المفاوضات بعد تاريخ 20 تموز، مشيراً إلى أن وزير الخارجية جون كيري والرئيس باراك أوباما سيبحثان المسارات المحتملة المتعددة لمحادثات إيران في وقتٍ لاحق.
بالتزامن، أعلن دبلوماسي غربي أن من الممكن تمديد المفاوضات إلى 23 تشرين الأول المقبل، وفق ما نص عليه اتفاق جنيف بين إيران والقوى الست، في تشرين الثاني الماضي. من جهته، أعلن أحد أعضاء الفریق النووي المفاوض أن المفاوضات بین إیران ومجموعة دول (5+1) ستتوقف غداً، أي قبل يومين من الموعد المحدد، متحدثاً عن «إمكانیة إجراء مشاورات لتمدید المفاوضات لعدة أشهر أخری»، ومشيراً إلى أن طهران لم توافق بعد علی تمدید المهلة.


أشاد البيت الأبيض
بإيران بسبب «سلوكها المؤاتي على نحو مفاجئ»
من جهةٍ أخرى، تواصلت في فيينا، أمس، اللقاءات بين الدبلوماسيين الغربيين والايرانيين، إذ انعقد اجتماعٌ ثنائي بين ظريف ومساعد وزير الخارجية الأميركي ويليام بيرنز، تلاه اجتماع ثلاثي لمساعدي وزراء خارجية إيران والولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي.
الاجتماع الثلاثي الذي استغرق ساعتين جاء لدراسة «التزامات الطرفين»، بحضور رئيس الوفد الإيراني المفاوض عباس عراقجي ومساعد وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي ومساعدة الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، هيلغا اشميت، ونظيرتها الأميركية وندي شيرمان، إضافةً إلى اجتماعٍ ثنائي بین عراقجي ومجید تخت روانجي من جهة ونظیرهما الصیني.
على صعيدٍ آخر، بحث الرئيس الأميركي باراك أوباما، في اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في شأن المفاوضات النووية المتواصلة في فيينا. وفي بيانٍ صادر عن البيت الأبيض، عبّر الطرفان عن تطابق وجهات النظر حول ضرورة اتخاذ إيران لـ«الخطوات الضرورية لإثبات سلمية برنامجها النووي أمام المجتمع الدولي»، مشيراً إلى وجود بعض الفجوات في مواضيع يجري بحثها في جلسات التفاوض.
(فارس، إرنا، الأناضول، رويترز)