في ظلّ الصعوبة والبطء اللذين يسودان جلسات التفاوض بين إيران والغرب، ومع اقتراب المهلة التي حددها اتفاق جنيف للتوصل إلى الاتفاق النهائي الشامل بين الطرفين في 20 تموز، ينعقد في فيينا، غداً، اجتماعٌ على مستوى وزراء خارجية مجموعة دول (5+1) ما عدا وزيري خارجية الصين وروسيا، وذلك تلبيةً لدعوة الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون لعقد اجتماع وزاري على هامش جلسات التفاوض على البرنامج النووي الإيراني «في إطار إعطاء دفعة جديدة للمفاوضات ولاتخاذ قرارات مهمة».
وفيما أكد وزراء خارجية الغرب حضورهم الاجتماع، امتنع وزيرا الصين وروسيا عن المشاركة.
الاجتماع الذي يأتي بعد عشرة أيام من بدء الجولة السادسة والأخيرة من المفاوضات النووية، مخوّل تحديد موعد انتهاء هذه الجولة أو تمديدها، كذلك تمديد المفاوضات بعد المهلة المحددة للتوصل إلى الاتفاق، هذا على الأقل ما أكده مساعد آشتون، مايكل مان يوم أمس.
بعد تأكيد وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الفرنسي لوران فابيوس توجههما إلى فيينا، غداً، أعلن وزير الخارجية البريطانية وليام هيغ انضمامه إلى نظرائه، للمشاركة في المفاوضات. وقال هيغ عبر موقع «تويتر» إنه سيلتحق بـجون كيري ووزراء خارجية آخرين في فيينا نهاية الأسبوع الحالي «للاطلاع على التقدم في المباحثات الإيرانية». كذلك فعل وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير.
أما مندوب روسيا الدائم في الهيئات الدولية في فيينا، فلاديمير فورونكوف، فأكد أمس، أن وزير الخارجية سيرغي لافروف لن يلبي دعوة آشتون. وقال إن «الوزير لن يحضر وطلب مني المشاركة في هذا اللقاء»، عازياً عدم مشاركة لافروف إلى مرافقة الأخيرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في زيارته لأميركا اللاتينية.
في السياق، أكد مايكل مان أن تمديد أو انتهاء فترة الجولة السادسة للمفاوضات النووية مرتبط باجتماع وزراء الخارجية المرتقب.
وعن أجواء المفاوضات، أكد مان في مؤتمر صحافي، أن المفاوضين يعملون الآن بشأن صياغة نص الاتفاق. وعما أشيع بشأن انتهاء هذه الجولة يوم الثلاثاء المقبل، أكد مان أن هذه الأقوال هي تكهنات، مجدداً التأكيد أن «كل شيء مرتبط باجتماع الوزراء».
في إيران، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أن المفاوضين يمضون قدماً بالمفاوضات مع صيانة المصالح الوطنية، قائلاً: «لسنا يائسين من وصول المفاوضات إلى نتيجة».
جاء ذلك في ردّ صالحي على سؤال صحافي عن عدم موافقة الغرب على امتلاك إيران 190 ألف وحدة فصل وتصريح بعض نواب مجلس الشورى الإسلامي عن استئناف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة، إذ أكد صالحي أن المفاوضات «خاضعة لإشراف النظام والقيادة».
وبشأن عدم مشاركة وزيري خارجية الصين وروسيا في المفاوضات، أشار صالحي إلى أن مجموعة (5+1) هي التي تتخذ القرار، وهي التي تنسّق بين أعضائها، مضيفاً: «إننا متفائلون بمستقبل المفاوضات».
(أ ف ب، رويترز، فارس)