بدأ الرئيس الصيني شي جين بينغ، أمس، زيارته الى كوريا الجنوبية، التي ترمي الى «طمأنة» سيول بشأن مواصلة الضغط على بيونغ يانغ للحد من أنشطتها النووية. لقاء شي ونظيرته الكورية الجنوبية باك جون هاي تمحور حول معارضة سعي كوريا الشمالية الى امتلاك سلاح نووي، وخصوصاً بعدما اختبرت بيونغ يانغ إطلاق صواريخ قصيرة المدى من ساحلها الشرقي ثلاث مرات خلال الأسبوع الفائت. هذه الزيارة تُعدّ المرة الأولى التي يزور فيها الرئيس الصيني (الصورة) الشمال قبل الجنوب، في خطوة تدل على التباعد المتزايد بين بكين وبيونغ يانغ. وأعلن شي وبارك في سيول أمس، «معارضتهما الشديدة لتطوير الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية».

وأكدت الرئيسة الكورية الجنوبية أن البرنامج النووي لكوريا الشمالية «يعرقل للأسف الازدهار والتعاون في منطقة شمال شرق آسيا، وفي شبه الجزيرة الكورية». واتفق شي وبارك على ضرورة ملاءمة الظروف لانطلاق المحادثات النووية المتوقفة منذ فترة طويلة، والرامية الى إنهاء البرنامج النووي الكوري الشمالي، كما قررت الدولتان المسارعة في إنشاء خط ساخن بين وزارتي الدفاع بين البلدين، من دون تحديد إطار زمني لذلك. وعبّر الطرفان عن دعمهما لمفاوضات الدول الست المجمدة، التي ترمي الى إنهاء البرامج النووية لكوريا الشمالية مقابل دعم اقتصادي ودبلوماسي.

اتفق الجانبان
على مواصلة المحادثات لإنهاء برنامج بيونغ
يانغ النووي

كذلك اتفق الجانبان على عقد «حوار استراتيجي رفيع المستوى»، وبذل جهود لإبرام اتفاق للتجارة الحرة خلال هذا العام، وإقامة نظام المعاملات المباشر لعملتي البلدين.
من جهتها، وصفت بيونغ يانغ زيارة الرئيس الصيني الى سيول بـ «الإهانة». وأعلنت أنها ستستمر في إطلاق الصواريخ التكتيكية البالستية، مشددة في بيان صادر عن الجيش الكوري الشعبي على أن إطلاق الصواريخ أمر «شرعي لسيادة الدولة».
الى ذلك، أكد قائد القوات الاستراتيجية في الجيش الكوري الشعبي أن بلاده «ستعزز قدرة الردع العسكرية»، والدليل على ذلك «التجارب الناجحة الأخيرة للصواريخ التكتيكية الموجهة». وأضاف أن هذه التجارب تأتي في الوقت الذي تقوم فيه «الولايات المتحدة وحلفاؤها بتصرفات استفزازية من الممكن تفسيرها على أنها استعدادات للحرب»، في إشارة منه الى التجارب والتدريبيات التي تقوم بها واشنطن في منطقة شبه الجزيرة الكورية، متابعاً «لهذا السبب ستستمر كوريا الشمالية في إطلاق الصواريخ دفاعاً عن النفس».
اندفاع بكين نحو سيول ضد حليفتها السابقة، ناجمٌ عن ضغط الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، لممارسة المزيد من الضغط على بيونغ يانغ لوقف اختباراتها النووية والصاروخية.
وكانت بكين وسيول قد بدأتا، في عام 2012، محادثات لإبرام اتفاق للتجارة الحرة، غير أن المفاوضات واجهت عقبات عند مناقشة إلغاء الجمارك على البضائع الصناعية والمنتجات الزراعية. وتطرق البيان المشترك، أمس، الى هذا الأمير، إذ وردت فيه «إشادة الجانبين بالتقدم الذي تحقق في المفاوضات الرامية للوصول إلى اتفاقية شاملة للتجارة الحرة، واستكمال المحادثات في هذا الشأن بحلول نهاية العام».
وعلى الرغم من العلاقات الدبلوماسية التي تعود الى 1992 فقط، فان كوريا الجنوبية والصين تقيمان علاقات تجارية وثقافية قوية. وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 274,24 مليار دولار عام 2013، أي اكثر بمعدل 40 مرة من حجم التبادل بين الصين وكوريا الشمالية.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)