فيما تواصل أوكرانيا هجومها في شرق البلاد مستبعدة إمكانية العودة إلى وقف إطلاق النار، أعلن الكرملن أمس أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبّر في محادثات هاتفية مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن «قلقه الكبير» بشأن العدد المتزايد للضحايا المدنيين في أوكرانيا، مؤكداً أهمية وقف إطلاق النار في أوكرانيا.
وأوضح الكرملن، في بيان، أن «فلاديمير بوتين عبّر أيضاً عن قلقه الكبير بسبب الزيادة الكبيرة جداً في عدد اللاجئين من جنوب شرق أوكرانيا إلى الأراضي الروسية».
وأوضح بيان الكرملن، وأيضاً بيان آخر للإليزيه، أن بوتين والمستشارة الألمانية والرئيس الفرنسي تطرقوا خلال هذا الاتصال الهاتفي المشترك إلى نتائج الاجتماع الذي عقد الأربعاء، بين وزراء خارجيتهم ووزير الخارجية الأوكراني في برلين. وشددوا على ضرورة التوصل إلى وقف «دائم» لإطلاق النار.
ولم يعلّق بيان الكرملن في مقابل ذلك على تأكيد باريس أن ميركل وهولاند طلبا من بوتين «التدخل لدى الانفصاليين» الأوكرانيين، لحثّهم على التوصل إلى اتفاق مع السلطات الأوكرانية. وفي هذا الإطار، ذكر بيان الإليزيه أن هولاند وميركل «طلبا من بوتين أن يشجع على تنظيم اجتماع لمجموعة الاتصال قبل الخامس من تموز، لتحديد شروط وقف إطلاق النار». وأورد البيان أنهما «طلبا لهذه الغاية من بوتين التدخل لدى الانفصاليين لحملهم على التفاوض وعلى التوصل الى اتفاق مع السلطات الأوكرانية». وأعرب هولاند وميركل عن «تأييدهما للإجراءات المقترحة في اجتماع برلين لتعزيز الأمن على الحدود بين روسيا وأوكرانيا. وستعمل السلطات الفرنسية والألمانية على تسهيل تطبيقه بالتنسيق مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا».
وفي هذا الوقت، واصلت أوكرانيا هجومها «ضد الإرهاب» في شرق البلاد، مستبعدة، ضمناً، إمكانية العودة إلى وقف إطلاق النار الذي دعا إليه الأوروبيون في برلين إلا بتنفيذ شروطها، وفي طليعتها استعادة السيطرة على الحدود.
كذلك صادق البرلمان الأوكراني على تعيين وزير الدفاع الجديد الجنرال فاليري غيليتي خلفاً لميخائيل كوفال.
وكثفت قوات الجيش الأوكراني عملياتها ضد مدينة سلافيانسك التي تحاصرها. ومنعت الخروج منها والدخول إليها، تزامناً مع اشتباكات عنيفة في المنطقة. وأفاد مواطنون هاربون من المنطقة بأن الاشتباكات تتواصل من دون انقطاع حول المدينة التي يقصفها الجيش بالمدافع والدبابات، مع قصف جوي يستهدفها بين الحين والآخر، مشيرين إلى وجود عدد كبير من القتلى والجرحى في المدينة. من جهته، دعا رئيس مجلس مقاطعة لوغانسك فاليري غولينكو الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو إلى وقف العملية الأمنية في شرق أوكرانيا والعودة إلى المفاوضات، محذراً من انقسام البلاد بشكل نهائي.
وقال غولينكو، في رسالة وجهها إلى بوروشينكو، إن قصف القوات الأوكرانية للمقاطعة خلال اليومين الأخيرين، أدى إلى مقتل 12 مدنياً وإصابة العشرات، مشيراً إلى أن القصف ألحق أضراراً جسيمة بالكثير من المباني السكنية والمدارس والمستشفيات والمقار الإدارية.
كذلك أكد رئيس مجلس مقاطعة لوغانسك أن قوات الأمن الأوكرانية توجه ضربات إلى أهداف لا تمت بصلة إلى مواقع المسلحين في هذه المنطقة.
(الأخبار، رويترز، أ ف ب، الأناضول)